حاول محتجون معارضون لتعديلات تقترحها الحكومة الفرنسية على نظام أجور التقاعد اقتحام مسرح في باريس كان الرئيس إيمانويل ماكرون وزوجته يحضران عرضاً فيه.
كيف حاول المحتجون منع حضور ماكرون؟ تجمّع حشد خارج مسرح (دي بوفيه دو نور)، مساء الجمعة 17 يناير/كانون الثاني 2020، بعد وصول الرئيس الفرنسي وزوجته لمشاهدة عرض مسرحية لاموش (الذبابة).
إذ أظهرت مقاطع فيديو نشرت على الشبكات الاجتماعية عشرات المحتجين وهم يطالبون ماكرون بالاستقالة ويحاولون اقتحام المكان، لكن قوات الأمن تصدت لهم.
ما نتيجة هذه المحاولة؟ قال مصدر قريب من ماكرون: "كانت هناك محاولة لاقتحام المسرح، لكن الرئيس وزوجته تمكنا من البقاء إلى نهاية العرض وغادرا المكان بالسيارة نحو الساعة العاشرة مساءً بمرافقة الشرطة".
فيما أشارت وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) إلى مغادرة ماكرون المكان بسيارة تحت حراسة الشرطة.
كيف عرف المحتجون بمكان ماركون؟ عرف المحتجون مكان الرئيس الذي يحبّ الخروج بشكل سرّي في باريس إلى مطعم أو مسرح، عندما شاهده صحفي بالصدفة ونشر على الشبكات الاجتماعية فحضر نحو 40 محتجاً.
إذ نشر صحافي يدعى طه بوحفص كان يجلس خلف الرئيس بثلاثة مقاعد، صوراً على تويتر دفعت بناشطين إلى المجيء لمقاطعة العرض.
قبلها بـ 10 دقائق، كتب صحافي آخر دافيد دوفرسن تغريدة أشار فيها إلى وجود الرئيس في المسرح ودعا المتظاهرين إلى القدوم.
اعتقال الصحفي ناشر الفيديو: أوقفت السلطات الفرنسية، السبت 18 يناير/كانون الثاني 2020، الصحفي طه بوحفص، لنشره الفيديو الذي تسبب بتجمع العشرات من معارضي ماكرون، الجمعة، أمام المسرح، وفق "الأناضول".
احتجاجات مستمرة: كان محتجو (السترات الصفراء) قد استهدفوا ماكرون في السابق خلال حملتهم التي استمرت عاماً ضد زيادة أعباء المعيشة، والتي اتهموه خلالها بأنه متعجرف ولا يشعر بمعاناة الناس.
وقد صادف هذا اليوم كونه الـ44 من الإضراب احتجاجاً على إصلاح نظام التقاعد، الذي صاغه الوزير الفرنسي السابق جون بول ديلوفوا بطلب من الرئيس إيمانويل ماكرون الذي عينه مفوضاً سامياً للتقاعد لدى وزارة الصحة.
النظام التقاعدي يرفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاماً، ويسمح لمن يريد التقاعد في سن الـ62 بذلك، لكن دون الحصول على كامل معاشه، كما يقترح الاعتماد على نظام النقاط بحساب الاشتراكات المدفوعة من قِبل الموظف.
أيضاً يسعى المشروع لإلغاء أنظمة التقاعد الخاصة التي كان يستفيد منها بعض العمال، لا سيما الذين يعملون في قطاعات توصف بأنها "شاقة" مثل موظفي البناء وسائقي المترو والقطارات مقابل التقاعد في سن مبكرة.