أعلن مجلس السيادة الانتقالي بالسودان قبول استقالة مدير جهاز المخابرات العامة أبوبكر دمبلاب، وتعيين الفريق جمال عبدالمجيد خلفاً له، وذلك على خلفية تمرد مجموعة من الجنود التابعين لجهاز المخابرات، في الوقت الذي طالب فيه المجلس بإعادة هيكلة جهاز المخابرات وحل هيئة العمليات، في أعقاب اجتماع عُقد مساء الخميس 16 يناير/كانون الثاني 2020.
خطوات تعيين مدير جديد للمخابرات: يوم الأربعاء 15 يناير/كانون الثاني 2020، أعلن رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان أن دمبلاب تقدم باستقالته من رئاسة الأمن والمخابرات التي عين بها في 29 أكتوبر/تشرين الأول 2019، وأنها "قيد النظر"، وذلك على خلفية تمرد مجموعة من الجنود التابعين لجهازه.
ثم عقد مجلس السيادة اجتماعاً، يوم الخميس، حيث قُبلت الاستقالة التي دفع بها مدير المخابرات العامة الفريق أول أبوبكر دمبلاب، وبعد التشاور مع الجهات المعنية كافة، تم تعيين الفريق جمال عبدالمجيد قسم السيد، رئيس هيئة الاستخبارات في القوات المسلحة، مديراً لجهاز المخابرات العامة، وفق بيان مقتضب نشره المتحدث باسم المجلس محمد الفكي سليمان.
توقيت الاستقالة عامل مهم: أتت استقالة دمبلاب على خلفية توترات أمنية شهدتها العاصمة الخرطوم، الثلاثاء 14 يناير/كانون الثاني 2020، إثر قيام جنود يتبعون لهيئة العمليات التابعة للمخابرات، بإطلاق النار في الهواء بكثافة؛ قبل أن يستعيد الجيش الهدوء.
وقد أدت هذه الأحداث إلى سقوط 6 قتلى، هم 4 عساكر ومدنيان اثنان، وإصابة 7 آخرين، وفق وزارة الصحة بولاية الخرطوم.
محاولة انقلاب وُئِدَت في ساعات: عقب هدوء الأوضاع في مباني الجهاز، أعلن البرهان أن هذه كانت بمثابة محاولة انقلاب، إذ قال: "الدولة السودانية، بكل مكوناتها من القوات المسلحة والقوات النظامية وقوى ومجلسي السيادة والوزراء وقوى إعلان الحرية والتغيير، وقفت صفاً واحداً ضد هذه المؤامرة المدبرة ضد ثورة الشعب السوداني".
ثم أكمل البرهان، الذي ظهر إلى جانبه رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك وقيادات من قوى إعلان الحرية والتغيير: "أؤكد لكم أن القوات المسلحة بكل مكوناتها تصدت لكل محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار ولإجهاض الثورة".
كما تحدث عن حماية الثورة وعدم السماح بأي انقلاب، إذ قال: "وعدنا أن نحمي هذه الثورة، ونحمي هذا التغيير، وأن نحمي المرحلة الانتقالية". وأشار إلى أنهم لن يسمحوا بأي انقلاب على الشرعية الثورية، مضيفاً: "الأمور عادت لنصابها، والمجال الجوي مفتوح، وعلى المواطنين أن يمارسوا حياتهم الطبيعية".
لكن جهاز المخابرات العامة اعتبر هذه المحاولة التمردية مجرد اعتراض على مكافآت نهاية الخدمة في إطار هيكلة شهدها الجهاز، إذ قال في بيانٍ تلا إطلاق رصاص ومدفعية خفيفة في معسكرات "الرياض" و"كافوري" و"سوبا" لقوات هيئة العمليات بجهاز الأمن والمخابرات: "في إطار هيكلة الجهاز وما نتج عنها من دمج وتسريح حسب الخيارات التي طرحت على منسوبي هيئة العمليات، اعترضت مجموعة منهم على قيمة المكافأة المالية وفوائد ما بعد الخدمة".
كيف يرى الشارع جهاز المخابرات؟ مؤخراً، طالبت جهات في المعارضة ونشطاء سياسيون في السودان بحل هيئة العمليات بجهاز المخابرات العامة؛ على خليفة اتهامها بالتورط في قتل متظاهرين خلال الاحتجاجات التي أطاحت بالبشير في أبريل/نيسان 2019.
فيما يقدر عدد أفراد هيئة العمليات بـ13 ألف عنصر، منهم قرابة 7 آلاف في ولاية الخرطوم.