استجاب طرفا النزاع في ليبيا لدعوة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ووافقا على المشاركة في مؤتمر برلين بخصوص ليبيا، والمزمع عقده يوم الأحد 19 يناير/كانون الثاني 2020؛ في محاولة للبحث عن مَخرج للأزمة الليبية.
إذ أعلن رئيس حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً، فايز السراج، الخميس 16 يناير/كانون الثاني، مشاركته في مؤتمر برلين، وقال في اجتماعه مع القادة السياسيين والعسكريين بحكومته، إنه حريص على دعوة الدول التي لها علاقة بالشأن الليبي.
السراج أضاف أيضاً أن عدم توقيع حفتر على اتفاق وقف إطلاق النار -الذي توصلت إليه الأطراف في مفاوضات جرت بموسكو- هدفه محاولة نسف مؤتمر برلين قبل عقده، كما وصف دور تركيا وروسيا بأنه "إيجابي"، في مقابل ما وصفه بـ "العجز الأوروبي" تجاه ما يجري في ليبيا.
من جهته، أعلن اللواء المتقاعد خليفة حفتر أنه سيشارك في المؤتمر، وقالت وسائل إعلام مقربة من حفتر، إنه تسلَّم دعوة رسمية من ألمانيا لحضور مؤتمر برلين، وإنه سيسافر رفقة رئيس البرلمان المنعقد في طبرق، عقيلة صالح.
البلد المستضيف للمؤتمر أوضح من جهته أن المؤتمر ليس نهاية للأزمة الليبية، ولكنه مجرد بداية لعملية سياسية تقودها الأمم المتحدة.
المتحدث باسم الخارجية الألمانية، راينر برويل، قال الأربعاء 15 يناير/كانون الثاني، إن بلاده تأمل أن تجعل كل اللاعبين الدوليين يستخدمون نفوذهم من أجل إحراز تقدُّم في محادثات السلام الليبية، واضعاً طموحات لمؤتمر سلام تستضيفه برلين، يوم الأحد.
أضاف المتحدث أيضاً أن الهدف "أوسع" من مؤتمر موسكو، الذي كان يهدف إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
هؤلاء أكدوا مشاركتهم في مؤتمر برلين
قال متحدث باسم رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، الخميس، إن جونسون سيحضر مؤتمر ليبيا في برلين، يوم الأحد. من جهته أعلن قصر الإليزيه أيضاً، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيحضر المؤتمر المقرر عقده في برلين؛ لمناقشة الصراع الليبي.
كما أنه من المقرر أن تستضيف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أيضاً، مسؤولين كباراً من تركيا وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وإيطاليا في المؤتمر، الذي يأتي عقب اجتماع بموسكو يوم الإثنين 13 يناير/كانون الثاني، أخفق فيه طرفا الصراع الليبي في التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار.
الحكومة الألمانية أعلنت رسمياً قائمة الدول والمنظمات المدعوَّة للمشاركة في مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية، على مستوى رؤساء الدول والحكومات، والتي تضمنت بعض التعديلات على القائمة الأصلية المتمثلة في مجموعة الـ5+5، التي أُقصيت منها بعض دول الجوار بالإضافة إلى قطر، وطرفي النزاع الليبي، والاتحاد الإفريقي.
فيما يلي، الدول والمنظمات المدعوَّة إلى مؤتمر برلين، بحسب بيان لمجلس الحكومة الألمانية:
1- مجموعة الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن: متمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تتأكد بعدُ مشاركة رئيسها دونالد ترامب، وروسيا وفرنسا الداعمتين للواء المتقاعد خليفة حفتر، وبريطانيا والصين.
2- دول إقليمية: علاوة على ألمانيا باعتبارها الدولة المنظِّمة، تشارك في المؤتمر كل من: تركيا، وإيطاليا، بالإضافة إلى مصر والإمارات الداعمتين لحفتر.
3- الجزائر: لم تكن مدعوَّة إلى المؤتمر رغم حدودها الطويلة مع ليبيا (نحو 1000 كم)؛ نظراً إلى أزمتها التي عاشتها عقب استقالة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في 2 أبريل/نيسان الماضي، إثر مظاهرات حاشدة ضد ترشحه لولاية رئاسية خامسة، لكن بعد انتخاب الرئيس عبدالمجيد تبون، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وتأكيده أن الجزائر "ستبقى فاعلة في الأزمة الليبية شاء من شاء وأبى من أبى"، تمت دعوة بلاده إلى مؤتمر برلين بدعم تركي وروسي ومن المبعوث الأممي غسان سلامة والحكومة الليبية.
4- الكونغو: دُعيت في آخر لحظة؛ نظراً إلى أن الاتحاد الإفريقي كلف رئيسها، دنيس ساسو انغيسو، قبل ثلاث سنوات، رئاسة لجنة رفيعة المستوى تُعنى بالأزمة الليبية، حيث تسعى برازافيل لاحتضان اجتماع إفريقي في 25 يناير/كانون الثاني الجاري، حيث زار وزير الخارجية الكونغولي عدة دول في شمالي إفريقيا، على رأسها الجزائر ومصر وموريتانيا.
5- طرفا النزاع في ليبيا: وُجِّهت عدة انتقادات إلى مؤتمر برلين؛ لعدم دعوته طرفي النزاع الليبي باعتبارهما أول المعنيّين بحل الأزمة. لكن في آخر لحظة، تم الإعلان عن دعوة فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي للحكومة الليبية المعترف بها دولياً، بالإضافة إلى أمير الحرب خليفة حفتر.
6- منظمات دولية: على رأسها الأمم المتحدة وبعثتها إلى ليبيا، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الإفريقي، والجامعة العربية.