أعلن رئيس مجلس برلمان طبرق (شرق)، عقيلة صالح، انهيار وقف إطلاق النار في طرابلس واستمرار القتال. وقال صالح في تصريحات صحفية، الثلاثاء 14 يناير/كانون الثاني 2020، إن "الموافقة على وقف إطلاق النار جاءت احتراماً لطلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
كما أضاف صالح أن "التدخل التركي في ليبيا سبب تأخير حسم معركة استعادة العاصمة طرابلس".
قبل ذلك، أعلنت قوات حكومة الوفاق الليبية، الثلاثاء، خرق ميليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر لوقف إطلاق النار لليوم الثالث على التوالي، بعد إطلاقها قذائف عشوائية في محوري "الرملة" و "صلاح الدين"، جنوبي العاصمة طرابلس.
ورد ذلك على لسان المتحدث باسم القوات الحكومية الليبية محمد قنونو، في الإيجاز الصحفي اليومي الذي نشره المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب" العسكرية، واطلعت عليه الأناضول.
قنونو قال إن "عصابات حفتر أطلقت بعض القذائف عشوائياً خلف خطوطنا باتجاه الأحياء السكنية في محوري الرملة وصلاح الدين، جنوبي طرابلس". وأشار إلى أن قوات حكومة الوفاق ردت على مصادر النيران.
أضاف أيضاً: "قواتنا لا تزال ترصد تحشيداً لمرتزقة مجرم الحرب، مع تحليق للطيران المسير الإماراتي في سماء العاصمة طرابلس". وشدد على أن القوات الحكومية على جاهزية تامة للرد بقوة على ميليشيات حفتر.
كما دعا قنونو الأهالي النازحين لأخذ الحيطة والحذر، واستبعاد فكرة العودة لمنازلهم في هذا التوقيت.
تعثّر المفاوضات في موسكو يعيد الأمور لنقطة الصفر
يأتي انهيار الهدنة بين قوات حفتر وحكومة الوفاق المعترف بها دولياً، بعد فشل مباحثات موسكو، وخروج حفتر من موسكو دون التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار، الشيء الذي أغضب أنقرة وموسكو.
إذ قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، إن بلاده لن تتوانى عن "تلقين" خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) "درساً" إذا واصل هجماته على الحكومة الليبية المعترف بها دولياً.
فقد أخفقت تركيا وروسيا في إقناع حفتر، الإثنين، بتوقيع اتفاق ملزم بوقف إطلاق النار لوقف هجوم بدأه قبل تسعة أشهر لانتزاع السيطرة على العاصمة الليبية من القوات المتحالفة مع حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً. والمبادرة هي أحدث محاولة لإرساء الاستقرار في ليبيا التي تعاني الاضطرابات منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011.
بينما وقّع فائز السراج، رئيس وزراء حكومة الوفاق، ومقرها طرابلس، على اتفاق وقف إطلاق النار بعد محادثات غير مباشرة في موسكو، الإثنين، لكن حفتر غادر العاصمة الروسية دون أن يوقع عليه.
كما نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع قولها، الثلاثاء، إن حفتر كان إيجابياً فيما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار، وإن نقاشه حول الأمر سيستغرق يومين.
لكن أردوغان قال إن حفتر "فر هارباً". وكان البرلمان التركي قد وافق هذا الشهر على السماح بإرسال قوات لمساعدة حكومة طرابلس على التصدي لحفتر الذي تدعمه الإمارات ومصر والأردن ومرتزقة روس.
وقال أردوغان في كلمة أمام أعضاء البرلمان من حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه: "إذا استمرت هجمات حفتر الانقلابي على الشعب والحكومة الشرعية في ليبيا فلن نتوانى أبداً عن تلقينه الدرس الذي يستحقه".