أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان عن سيطرة القوات المسلحة على مقرات هيئة العمليات بجهاز المخابرات العامة، بالعاصمة الخرطوم، وفتح المجال الجوي أمام حركة الطيران، بعد إطلاق النار في عدة مباني تابعة لجهاز المخابرات على خلفية هيكلة للجهاز.
إذ أكد البرهان، فجر الأربعاء 15 يناير/كانون الثاني 2020، هدوء الأوضاع بعد توترات أمنية شهدتها العاصمة الخرطوم، الثلاثاء، على خلفية قيام جنود يتبعون لهيئة العمليات التابعة لجهاز المخابرات العامة بإطلاق النار في الهواء بكثافة، ثم توترها ثانية بعد عملية إطلاق نار ثانية بالجهاز.
فيما تابع البرهان القول: "الدولة السودانية، بكل مكوناتها من القوات المسلحة والقوات النظامية وقوى ومجلسي السيادة والوزراء وقوى إعلان الحرية والتغيير، وقفت صفاً واحداً ضد هذه المؤامرة المدبرة ضد ثورة الشعب السوداني".
ثم أكمل البرهان، الذي ظهر إلى جانبه رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك وقيادات من قوى إعلان الحرية والتغيير: "أؤكد لكم أن القوات المسلحة بكل مكوناتها تصدت لكل محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار ولإجهاض الثورة".
محاولة انقلاب وُئِدَت في ساعات
كما تحدث عن حماية الثورة وعدم السماح بأي انقلاب، إذ قال: "وعدنا أن نحمي هذه الثورة، ونحمي هذا التغيير، وأن نحمي المرحلة الانتقالية". وأشار إلى أنهم لن يسمحوا بأي انقلاب على الشرعية الثورية، مضيفاً: "والأمور عادت لنصابها، والمجال الجوي مفتوح، وعلى المواطنين أن يمارسوا حياتهم الطبيعية".
من جانبه، قال رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك: "نترحم على أرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم"، مضيفاً: "تابعتم الأحداث (في إشارة لما جرى بجهاز المخابرات) التي قصد منها قطع الطريق أمام الشعب لبناء الديمقراطية"، فيما أشاد حمدوك بالقوات المسلحة والدعم السريع لما قاما به من عمل كبير لوأد ما سمّاه "فتنة".
بينما وصف رئيس الأركان السوداني الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين ما حدث من هيئة العمليات بجهاز المخابرات العامة بـ "التمرد العسكري". وأشار إلى أنهم اتخذوا قراراً باقتحام المقرات بأقل قوة وبشكل متزامن.
كذلك كشف عن مقتل اثنين من القوات النظامية وجرح 4 آخرين، من بينهم ضابطان في عملية الاقتحام. وتابع: "ستظل القوات المسلحة حامية للثورة، وستظل المنظومة الأمنية متماسكة".
إطلاق النار كثيف من جهاز المخابرات
كان مصدر بالجيش أفاد، في وقت سابق، بأن جنوداً من هيئة العمليات التابعة لجهاز المخابرات بالعاصمة أطلقوا النار بكثافة في الهواء؛ احتجاجاً على عدم تسلّم عدد منهم حقوق نهاية الخدمة كاملة.
فيما أفاد شهود عيان للأناضول بسماع دوي أصوات رصاص ومدفعية خفيفة في معسكرات "الرياض" و "كافوري" و "سوبا" لقوات هيئة العمليات بجهاز الأمن والمخابرات؛ احتجاجاً على ضعف حقوق نهاية الخدمة، بعد صدور قرار بحل هيئة العمليات.
لاحقاً، أعلن الجيش السوداني سيطرته على الأوضاع الأمنية في الخرطوم؛ إذ قال المتحدث باسم الجيش، العميد عامر محمد الحسن، للأناضول، إن "الأمور باتت تحت السيطرة بواسطة القوات الأمنية المختلفة، ولا خسائر في الأرواح، والمسألة تحتاج إلى الحكمة".
من جانبه، أوضح جهاز المخابرات العامة، في بيان، أنه "في إطار هيكلة الجهاز وما نتج عنها من دمج وتسريح حسب الخيارات التي طرحت على منسوبي هيئة العمليات، اعترضت مجموعة منهم على قيمة المكافأة المالية وفوائد ما بعد الخدمة".
مقتل عائلة بصاروخ مجهول المصدر بعد التمرد بجهاز المخابرات
أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية (غير حكومية)، الأربعاء، عن مصرع أسرة سودانية مكونة من 3 أشخاص بمنطقة سوبا جنوب شرقي الخرطوم؛ جرّاء سقوط قذيفة على منزلهم، وقال البيان إن "القذيفة التي سقطت أدت إلى مصرع الأب في الحال ووفاة أبنائه بعد محاولة إسعافهم في الطريق للمستشفى".
بينما لم يُشِر بيان اللجنة إلى مصدر القذيفة التي وقعت بالقرب من معسكر سوبا التابع للمخابرات، حيث دوّت أصوات رصاص ومدفعية خفيفة، لكن اللجنة سبق أن أعلنت، الثلاثاء، إصابة شاب بعيار ناري خلال أحداث تمرد بهيئة عمليات جهاز المخابرات العامة، في العاصمة.
إذ قالت اللجنة إن "شاباً يبلغ من العمر 15 عاماً أصيب بعيار ناري في الفك، جراء قيام أفراد من الأمن بإغلاق الشوارع وإطلاق الرصاص بصورة عشوائية في عدة مواقع بالعاصمة الخرطوم".
فيما أضافت أن "المواطنين الأبرياء في الخرطوم أصيبوا بالهلع جراء أصوات إطلاق النار التي اتضح أنها ناتجة عن تمرد لهيئة عمليات جهاز الأمن المحلولة وفقاً للوثيقة الدستورية".
لتناشد لجنة الأطباء المواطنين الابتعاد عن مناطق الاشتباك العسكري، مشيرة في بيانها الجديد إلى ارتفاع إصابات تلك الأحداث إلى 6.
مطالبات ثورية بحل جهاز المخابرات
مؤخراً، طالبت جهات في المعارضة ونشطاء سياسيون في السودان بحل هيئة العمليات بجهاز المخابرات العامة؛ على خليفة اتهامها بالتورط في قتل متظاهرين خلال الاحتجاجات التي أطاحت بالبشير في أبريل/نيسان 2019.
فيما يقدر عدد أفراد هيئة العمليات بـ13 ألف عنصر، منهم قرابة 7 آلاف في ولاية الخرطوم.