كشف المتحدث باسم فصيل "حركة النجباء" العراقي نصر الشمري، عن إجراء زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مباحثات مع فصائل شيعية مقربة من إيران، تطلق على نفسها "فصائل المقاومة"، لتشكيل جبهة موحدة هدفها إخراج القوات الأمريكية من العراق.
الشمري قال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء العراقية الرسمية، الإثنين 13 يناير/ كانون الثاني 2020، إن "الصدر اجتمع في مدينة قم الإيرانية مع ممثلين عن أغلب فصائل المقاومة العراقية، على رأسها عصائب أهل الحق، وكتائب سيد الشهداء، وحركة النجباء، وسرايا السلام".
المجتمعون اتفقوا على "تنسيق الجهود وتشكيل جبهة موحدة من أجل إخراج القوات الأمريكية من العراق بشكل كامل ونهائي"، وفقاً للشمري.
بحسب المتحدث نفسه، فإن "فصائل المقاومة العراقية أعطت فرصة ومدة (لم يذكر تاريخاً محدداً) للحكومة، ومجلس النواب، من أجل إنهاء الوجود الأجنبي عبر الطرق الدبلوماسية والسياسية".
الشمري لفت إلى أن "فصائل المقاومة" تدعم موقف الحكومة العراقية بإخراج القوات الأجنبية من أراضي البلاد.
يأتي اجتماع هذه القوى العراقية بعد طلب الحكومة العراقية من الولايات المتحدة إرسال وفد لمناقشة آلية انسحاب قواتها من البلاد، إلا أن واشنطن رفضت طلب بغداد.
يوجد لدى أمريكا نحو 5 آلاف جندي أمريكي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق، ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" المُصنف على لوائح الإرهاب.
خطوة نحو المواجهة؟
يُعد هذا التحرك من الصدر خطوة عملية نحو مواجهة مُحتملة مع القوات الأمريكية في بلده، تناقض دعوته قبل أيام للفصائل العراقية التي طالبها بـ"التأني والصبر وعدم البدء بالعمل العسكري" ضد واشنطن، رداً على قتلها للقائد السابق لفيلق القدس، قاسم سليماني، في ضربة جوية بطائرة مسيّرة في العاصمة العراقية بغداد.
كان الصدر قد أعلن عن إعادة إحياء "جيش المهدي" التي كانت من أبرز القوة الشيعية التي قاتلت القوات الأمريكية في العراق بعد اجتياحها، عقب الإعلان عن قتل سليماني.
كان الزعيم الشيعي قرر تجميد أنشطة جيش المهدي على إثر مواجهات جرت في كربلاء في أغسطس/آب 2007، اذ اتهمت الحكومة العراقية حينها عناصر جيش المهدي بالدخول في اشتباكات مع عناصر الشرطة خلال مراسم شيعية في مدينة كربلاء ما أسفر عن مقتل ما يزيد عن 50 شخصاً، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
يُذكر أن القوى السنية والكردية في العراق، ترفض إخراج القوات الأجنبية وخاصة الأمريكية من العراق، خشية أن تتغلغل إيران أكثر في البلد عبر فصائل مسلحة موالية لها وأحزاب شيعية مقربة منها.