نفذت طائرات مجهولة ليل الخميس 9 يناير/كانون الثاني 2020، ضربات على مواقع تابعة لقوات "الحشد الشعبي" العراقي الموالي لإيران قرب الحدود العراقية السورية، ما أسفر عن مقتل 8 من مقاتليه.
وكالة الأنباء الفرنسية، نقلت عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، قوله إن "طائرات مجهولة استهدفت مستودعات وآليات للحشد الشعبي في منطقة البوكمال في محافظة دير الزور، محدثة انفجارات عدة".
المرصد أشار أيضاً إلى أنه بالإضافة لمقتل 8 من مقاتلي الحشد، فإن عدداً آخر منهم أصيبوا بجروح، دون مزيد من التفاصيل.
من جانبه، نفى متحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا، أن تكون قواته قد شنّت أي ضربات في المنطقة، بحسب ما قاله للوكالة الفرنسية.
صفعة قوية للحشد الشعبي
اللافت أنه منذ الأربعاء الماضي، تعرضت ثلاث قرى على الأقل في ريف البوكمال، لضربات شنتها طائرات مسيّرة مجهولة الهوية ولم توقع خسائر بشرية.
تنتشر في ريف البوكمال مجموعات شيعية مسلحة موالية لطهران، التي تتمتع بنفوذ كبير داخل مؤسسة الحشد الشعبي والفصائل المنضوية تحت لوائها.
هذه الضربة الجديدة للحشد الشعبي، تأتي بعد صفعة قوية تلقاها عقب مقتل نائب رئيس هيئة الحشد، أبو مهدي المهندس -الذي كان يُعد رجل طهران الأول في العراق- إلى جانب القائد السابق لفيلق القدس النافذ قاسم سليماني، بضربة أمريكية قرب مطار بغداد في الثالث من الشهر الحالي.
كان سليماني يعدّ مهندس السياسة الإيرانية في دول المنطقة لا سيما العراق وسوريا، حيث تقاتل المجموعات الشيعية الموالية لإيران في سوريا إلى جانب قوات النظام.
أثار قتل أمريكا لسليماني والمهندس غضباً كبيراً في إيران، التي أطلقت يوم الأربعاء الفائت 22 صاروخاً على قاعدتي عين الأسد في غرب العراق، وأربيل في الشمال رداً على الضربة الأمريكية.
وكالة "فارس" الإيرانية شبه الرسمية، تحدثت عن وقوع 80 قتيلاً على الأقل، في الهجوم الذي قالت إنه أوقع أضراراً كبيرة بقاعدة "عين الأسد"، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال إن الهجوم لم يسفر عن وقوع ضحايا من جنود بلاده وإنما اقتصر على أضرار مادية.
يُذكر أنه ينتشر نحو 5 آلاف جندي أمريكي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق، ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) المُصنف على لوائح الإرهاب.
أثار الهجومان غضباً شعبياً وحكومياً واسعاً في العراق، وسط مخاوف من تحول البلد إلى ساحة نزاع مفتوحة بين الولايات المتحدة وإيران.