تحطَّمت، فجر الأربعاء 8 يناير/كانون الثاني 2020، طائرة أوكرانية من طراز بوينغ في العاصمة الإيرانية طهران، كان على متنها 176 شخصاً ماتوا جميعاً، في حادثة أثارت تكهنات عدة حول سبب التحطُّم، وعما إذا كانت قد سقطت نتيجة إصابتها بصاروخ إيراني بالخطأ، أم نتيجة خلل فني.
آخر تطورات الحادثة: تواجه إيران اتهامات من أمريكا وبريطانيا وكندا بأنها أطلقت صاروخاً على الطائرة تسبَّب في سقوطها، وهو ما نفته إيران.
عزَّزت هذه الاتهامات مقاطع فيديو نشرتها وسائل إعلام غربية، أبرزها صحيفة The New York Times، التي عرضت، أمس الخميس، لقطات تُظهر جسماً أبيض يطير في السماء، قبل أن يُحدث انفجاراً في السماء، فيما أظهرت لقطات أخرى الطائرة وهي تسقط بسرعة وتنفجر عقب اصطدامها بالأرض.
السلطات الإيرانية بدأت في فتح تحقيقات بالحادثة، وتتمسك بعدم تسليم الصندوق الأسود للولايات المتحدة، كما أعلنت أنها وجهت دعوة لخبراء من أوكرانيا، وشركة بوينغ، فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي إنه "سيرحب أيضاً بخبراء من دول أخرى مات مواطنوها في الحادث".
لماذا يُعتبر الحادث مهمّاً؟ جاء سقوط الطائرة الأوكرانية بعد دقائق فقط من إقلاعها من مطار طهران، فيما كانت إيران في حالة تأهب كبير لرد عسكري أمريكي مُحتمل بعد ساعات من إطلاقها صواريخ على أهداف أمريكية بالعراق، رداً على قتل الجنرال الإيراني، قاسم سليماني، وكانت تراقب سماءها خشية هجوم بالطائرات.
أثار إسقاط الطائرة قلقاً عالمياً؛ حيث قررت دول عدة حظر تحليق طائراتها فوق الأجواء الإيرانية.
في حال أثبتت التحقيقات مسؤولية إيران عن إسقاط الطائرة، فإنها قد تكون مضطرة إلى دفع تعويضات مالية ضخمة لهم.
مَن هم الضحايا؟ أسفر سقوط الطائرة عن مصرع 82 إيرانياً، و11 أوكرانياً، و10 من السويد، و4 من أفغانستان، و3 ألمان، بالإضافة إلى 3 من المملكة المتحدة.
ماذا قال أطراف الحادثة؟ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال، الجمعة 10 يناير/ كانون الثاني 2020، إن بلاده لا تستبعد احتمال سقوط الطائرة نتيجة إصابتها بصاروخ، لكنه قال إن "ذلك لم يتأكد حتى الآن"، ودعى حكومات الدول التي اتهمت إيران بإسقاط الطائرة، إلى تقديم البيانات والأدلة المُقنعة.
– الخطوط الجوية الأوكرانية نفت وجود أعطال في الطائرة المنكوبة، مؤكدة أنها جديدة وتم فحصها قبل يومين.
– رئيسا وزراء كندا، جاستن ترودو، وبريطانيا بوريس جونسون قالا إن الطائرة أسقطت بصاروخ أرض-جو إيراني على الأرجح، وأشار جونسون إلى أن الصاروخ ربما أُطلق دون قصد.
– إيران دافعت عن نفسها بشأن الاتهامات الموجهة لها، حيث قالت طهران إنه لا يوجد أدلة تؤكد أن الصاروخ أصاب الطائرة وأسقطها، كما تمسكت برواية أن الطائرة سقطت جراء خلل فني، بل اعتبرت أن الإعلام الأجنبي "يريد إطلاق حملة تشويه ضد إيران".
مَن سيفتح الصندوق الأسود؟ تكمن حقيقة السبب الذي أسقط الطائرة في هذا الصندوق الذي يُسجل معلومات خاصة بأداء الطائرة وظروف الرحلة أثناء الطيران، وترفض إيران تسليم الصندوق لأي طرف، لكنها عادت وتحدثت عن أنها قد تطلب مساعدة روسيا، أو كندا، أو فرنسا، أو أوكرانيا إذا اقتضى الأمر.