كشفت صحيفة The New York Times الأمريكية عن أن عشرات المواطنين الإيرانيين والأمريكيين من أصول إيرانية، احتُجِزوا لساعات على حدود ولاية واشنطن مع كندا نهاية الأسبوع الماضي في إطار تشديد وزارة الأمن الداخلي الأمريكية الإجراءات الأمنية عند الموانئ الحدودية بعدما توعدت إيران بالانتقام من الولايات المتحدة للضربة الجوية التي قتلت قائدها العسكري البارز.
الصحيفة أوضحت نقلاً عن جماعات حقوقية وإفادات مسافرين، الأحد 5 يناير/كانون الثاني 2020، أنه كان ما يزيد على 60 مسافراً يحاولون العودة إلى منازلهم في الولايات المتحدة بعد رحلات عمل أو عطلات، يوم السبت 4 يناير/كانون الثاني، حين استوقفهم عملاء أمريكيين عند معبر قوس السلام الحدودي في مدينة بلاين بواشنطن، لإخضاعهم لمزيد من الاستجوابات بشأن آرائهم وانتماءاتهم السياسية.
منع الإيرانيين من دخول الولايات المتحدة
قال مسؤولون من الإدارة الأمريكية إنَّ أغلب المسافرين أُطلِق سراحهم بعد إجراء التحريات الإضافية، غير أن الجماعات الحقوقية تقول إن بعضهم لم يُسمَح لهم بدخول الولايات المتحدة.
في هذا السياق، قال مسيح فولادي، مدير تنفيذي في مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية -وهي منظمة معنية بالدفاع عن حقوق المسلمين الأمريكيين المدنية- إن بعض هؤلاء المسافرين احتُجِزوا في غرف انتظار وخضعوا للاستجواب لمدة وصلت إلى 10 ساعات. وأضاف فولادي أن هناك آخرين كانوا يحاولون عبور الحدود الكندية الأمريكية في وقت متأخر من مساء السبت، عائدين من حفل لمغني بوب إيراني في كندا، لكن رُفِض السماح بالدخول وطُلِب منهم العودة في وقت آخر.
حين سألت عائلة العملاء الأمريكيين عن سبب استجوابهم، رد مسؤول: "هذا وقت عصيب للإيرانيين"، حسبما نقل فولادي، الذي تحدث مجلسه مع المسافرين. وأضاف: "هذه التقارير مُقلِقة للغاية، وربما تمثل احتجازات غير قانونية لمواطنين أمريكيين".
بينما إدارة الجمارك تنفي احتجاز أي مواطن
على الجانب الآخر، نفى مات لياس، متحدث باسم إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية، صحة تقارير وروايات الجماعات الحقوقية بأن وزارة الأمن الداخلي قد أصدرت أمراً توجيهياً باحتجاز كل من له أصول إيرانية يحاول الدخول إلى الولايات المتحدة، أياً كانت الجنسية التي يحملها.
قال لياس: "المنشورات على الشبكات الاجتماعية التي تقول إن إدارة الجمارك وحماية الحدود تحتجز الأمريكيين من أصول إيرانية وترفض إدخالهم إلى الأراضي الأمريكية بسبب أصولهم خاطئة". وكثَّف مسؤولون من الإدارة الأمن عند موانئ الدخول في أنحاء مختلفة من الدولة عقب التهديدات الإيرانية.
وفقاً لإدارة الجمارك وحماية الحدود، طال الوقت اللازم لإنهاء إجراءات الدخول من معبر بلاين بأربع ساعات؛ بسبب ارتفاع أعداد العائدين إلى الولايات المتحدة، مقابل نقص الموظفين بسبب موسم الأعياد.
على الرغم من أنه لا يُسمَح لضباط الحدود بإحالة أي شخص للاستجواب ضمن ما يُعرَف باسم "الفحص الثانوي" استناداً إلى الأصل فقط، يُعَد ذلك واحداً من العوامل العديدة التي يُوجَّه إليهم تعليمات بالنظر فيها، بالإضافة إلى وثائق السفر أو تاريخ السفر أو السلوك المشبوه عند اختيارهم الجهة التي يجب الرجوع إليها لمزيد من التدقيق. وتحدث مثل هذه الإحالات لمزيد من التدقيق يومياً.
مخاوف من عمليات انتقامية بعد اغتيال سليماني
قال جيل كيرليكوفسكي، المفوض السابق للجمارك وحماية الحدود، إنَّ العملاء سيركزون على بلد المسافر الأصلي عندما يُشار إلى تلك الدولة على أنها تهديد للأمن القومي.
هذا بالتحديد ما فعلته وزارة الأمن الداخلي، السبت، حين حدَّثت نشرة النظام القومي للإنذار بالأعمال الإرهابية للتحذير من قدرة إيران على الانتقام بتنفيذ هجمات إرهابية أو هجمات سيبرانية أو أعمال عنيفة من خلال متطرفيها الموجودين داخل الولايات المتحدة.
إذ يهدف نظام الإنذار، الذي لم يُحدَّث منذ يوليو/تموز 2018، إلى تشجيع إنفاذ القانون وكذلك تشجيع العامة على الإبلاغ عن أي نشاط مشبوه.
قال كيرليكوفسكي: "إذا كنت مواطناً إيرانياً عائداً من مقاطعة بريتش كولومبيا، فستُحال إلى الفحص الثانوي نتيجةً للتوترات المتزايدة مع تلك الدولة. وفي العديد من الحالات، لن يكون ذلك العامل الرئيسي، لكن بالتأكيد في هذه الحالة بالذات سيكون بلد الأصل هو العامل الحاسم".
لم تجب إدارة الجمارك وحماية الحدود عن الأسئلة حول ما إذا كان بلد المسافرين الأصلي له أي دور في إحالتهم لفحص إضافي في ميناء بلاين.