تشييع جثمان سليماني وقتلى الضربة الأمريكية في بغداد، والحشد الشعبي يقيم جنازة لهم بالمنطقة الخضراء

تجمع آلاف العراقيين، السبت 4 يناير/كانون الثاني 2019، في العاصمة بغداد في موكب حول نعشي الجنرال الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس أبرز مساعديه في العراق، اللذين قتلا فجر أمس الجمعة في غارة أمريكية ببغداد.

عربي بوست
تم النشر: 2020/01/04 الساعة 08:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/01/04 الساعة 08:33 بتوقيت غرينتش
عراقيون يشيعون جثمان القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني في بغداد - رويترز

تجمع آلاف العراقيين، السبت 4 يناير/كانون الثاني 2019، في العاصمة بغداد في موكب حول نعشي الجنرال الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس أبرز مساعديه في العراق، اللذين قتلا فجر أمس الجمعة في غارة أمريكية ببغداد.

قوات الحشد الشعبي أقامت جنازة كبيرة للرجلين ومن قتلوا معهما في الضربة الجوية نفسها، بدأت من المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد وتتحرك نحو مدينة كربلاء وتنتهي في مدينة النجف.

وكالة رويترز قالت إن المشيعين بدأوا بالتجمع في شوارع بغداد منذ الصباح، قبل بدء مراسم الجنازة، وكانوا يلوحون بالعلم العراقي ورايات الحشد في أجواء كئيبة.

في حين ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن المشيعين الغاضبين كانوا يهتفون في الشوارع "الموت لأمريكا". 

مقاطع فيديو وصور نشرها عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي، وأظهرت حشوداً كبيرة من المشيعين الذين ارتدوا الألبسة السوداء، فيما أظهرت صور أخرى نعشي سليماني والمُهندس وقد وضعت صورتان كبيرتان لهما عليه.

أحدث مقتل الجنرال الإيراني الكبير انقساماً في الآراء، ففي حين ندد كثيرون بقتله حيث يعتبرون سليماني بطلاً بسبب دوره في هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، عبّر آخرون عن رضاهم قائلين إن سليماني والمهندس أيدا استخدام القوة ضد المتظاهرين العزل المناهضين للحكومة العام الماضي، وأسّسا الفصائل المسلحة التي يلقي عليها المتظاهرون بالمسؤولية في الكثير من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها العراق، بحسب وكالة رويترز.

كذلك انتقد كثير من العراقيين واشنطن لقتلها الرجلين على الأراضي العراقية والزج بالعراق في حرب أخرى محتملة، إذ مثّل هجوم الأمس على مطار بغداد والذي أجازه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصعيداً كبيراً في "حرب الظل" بالشرق الأوسط، بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها لا سيما إسرائيل والسعودية من جهة أخرى.

نعشا أبو مهدي المُهندس وقاسم سليماني – مواقع التواصل

تهديدات إيرانية

يُعتبر سليماني واحداً من أبرز قادة إيران العسكريين، والعقل المدبر المسؤول عن توسع نفوذها في الشرق الأوسط، أما المهندس فكان نائباً لزعيم قوات الحشد الشعبي العراقية التي تنضوي تحت لوائها فصائل مسلحة.

أحدث قتل سليماني في بغداد هزة كبيرة داخل طهران، حيث توعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الولايات المتحدة بانتقام قاسٍ، كذلك هدد وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، واشنطن، وقال إن طهران "ستنتقم انتقاماً ساحقاً لاغتيال سليماني". 

في تصريح لشبكة CNN، اليوم السبت، اعتبر السفير الإيراني في الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، أن قتل أمريكا لسليماني أشبه ببدء حرب، وقال إن "الرد على عمل عسكري يكون بعمل عسكري".

يُشار إلى أن الضربة الأمريكية التي قُتل فيها سليماني جاءت بعد ثلاثة أيام على هجوم غير مسبوق شنّه مناصرون لإيران والحشد الشعبي على السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية، ما أعاد إلى الأذهان أزمة السفارة الأمريكية واحتجاز الرهائن في طهران في 1979.

جاءت مهاجمة محتجين للسفارة الأمريكية عقب قيام الجيش الأمريكي بقصف مواقع لكتائب "حزب الله" العراقي، أحد فصائل "الحشد الشعبي"، بمحافظة الأنبار (غرب)، يوم الأحد الماضي، ما أسفر عن سقوط 28 قتيلاً و48 جريحاً بين مسلحي الكتائب.

جاءت هذه الضربات رداً على هجمات صاروخية شنّتها الكتائب على قواعد عسكرية عراقية تستضيف جنوداً ودبلوماسيين أمريكيين، قتل خلال إحداها مقاول مدني أمريكي قرب مدينة كركوك شمال العراق.

تحميل المزيد