نشرت قناة "الحرة" الأمريكية، الجمعة 3 يناير/كانون الثاني 2020، مقطع فيديو قالت إنه يُظهر السيارة التي استهدفها الجيش الأمريكي في العاصمة العراقية بغداد، والتي كانت تقل قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، حيث قُتل هناك.
يُظهر مقطع الفيديو سيارة لم يبق منها إلا بعض أجزائها بينما كانت النيران تلتهمها، وظهرت بجوار الجثة أشلاء بشرية كانت تحترق أيضاً وأخرى متناثرة على الأرض.
كذلك نشرت القناة الأمريكية صوراً قالت إنها تُظهر بعض المقتنيات التي كانت بحوزة راكبي السيارة، مثل عملات سورية وإيرانية، ومسدس، بالإضافة إلى صورة تُظهر الخاتم المميز الموجود في يد سليماني.
حتى الآن لم تتكشف جميع تفاصيل عملية قتل سليماني، لكن صحيفة The New York Times كشفت بعضاً منها، حيث نقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس وآخرين، قتلوا في ضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد الدولي مساء الخميس.
الصحيفة ذكرت أن موكباً كان فيه الرجلان تعرض لقصف صاروخي بواسطة طائرة من دون طيار، نفذته "قيادة العمليات الخاصة المشتركة" الأمريكية.
مسؤولون أمريكيون أبلغوا الصحيفة بأن الضربات الصاروخية أدت إلى مقتل 5 أشخاص، من بينهم أيضاً مسؤول التشريفات في الحشد الشعبي، رضا الجابري، لكن وسائل إعلام إيرانية قالت إن الاستهداف قتل 12 شخصاً.
كذلك نقلت الصحيفة الأمريكية عن جنرال في قيادة العمليات المشتركة في بغداد، رفض الإفصاح عن هويته، قوله إن طائرة قادمة من سوريا كانت تقل الجابري وسليماني حطت في مطار بغداد، وإنه تم استهداف السيارة عقب مغادرتهما المكان.
أحدث قتل سليماني في بغداد هزة كبيرة في طهران، حيث توعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الولايات المتحدة بانتقام قاس، كذلك هدد وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، واشنطن، وقال إن طهران "ستنتقم انتقاما ساحقاً لاغتيال سليماني".
من جهتها، قالت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية إن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سيجتمع اليوم لبحث ما وصفته بـ "الهجوم الإجرامي" الذي أودى بحياة سليماني.
الوكالة نقلت عن المتحدث باسم المجلس القومي الإيراني كيفان خوسرافي، قوله إن المجلس سيعقد "اجتماعاً طارئاً خلال الساعات القليلة المقبلة".
في غضون ذلك، تعهد قائد الحرس الثوري الإيراني السابق محسن رضائي "بانتقام عنيف ضد أمريكا"، رداً على مقتل سليماني.
ترامب أمر بقتل سليماني
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعطى بنفسه تعليمات تنفيذ عملية قتل سليماني، وفقاً لما ذكرته وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، التي قالت في بيان إن "الجيش الأمريكي وبتعليمات من الرئيس دونالد ترامب قتل قاسم سليماني (…) ليخطو الجيش بذلك خطوة لحماية موظفي الولايات المتحدة (بالعراق)".
تأتي هذه التطورات على خلفية قيام عشرات المحتجين، الثلاثاء الماضي، باقتحام حرم السفارة الأمريكية في بغداد، وإضرام النيران في بوابتين وأبراج للمراقبة، قبل أن تتمكن قوات مكافحة الشغب العراقية من إبعادهم إلى محيط السفارة.
الاقتحام جاء رداً على غارات جوية أمريكية، يوم الأحد الماضي، استهدفت مواقع لكتائب "حزب الله" العراقي، أحد فصائل "الحشد الشعبي"، بمحافظة الأنبار (غرب)، ما أسفر عن سقوط 28 قتيلاً و48 جريحاً بين مسلحي الكتائب.
سبق ذلك شن الولايات المتحدة ضربات جوية رداً على هجمات صاروخية شنتها الكتائب على قواعد عسكرية عراقية تستضيف جنوداً ودبلوماسيين أمريكيين، قتل خلال إحداها مقاول مدني أمريكي قرب مدينة كركوك (شمال).
يتهم مسؤولون أمريكيون إيران، عبر وكلائها من الفصائل الشيعية، بشن هجمات صاروخية ضد قواعد عسكرية تستضيف جنوداً ودبلوماسيين أمريكيين في العراق، وهو ما تنفيه طهران.