ألقت السلطات المصرية، القبض على 15 شخصاً، في واقعة تحرش جماعي شهدتها مدينة المنصورة (محافظة الدقهلية دلتا مصر) ليلة رأس السنة.
إذ نقلت صحيفة "الأهرام" المملوكة للدولة، عن مصدر أمني (لم تسمه) قوله إنه "تم إلقاء القبض على 15 مشتبهاً بارتكابهم واقعة التحرش الجماعي بحق فتاتيْن بمدينة المنصورة ليلة رأس السنة"، وذلك بعد استجواب العاملين بالمحال التجارية وحراس العمارات بمكان الحادث.
فيما أكدت صحيفة "مصراوي" نقلاً عن مصادر أمنية لم تسمها أن الشرطة ألقت القبض على 7 أشخاص، 6 بينهم طلاب تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 20 سنة، بالإضافة إلى عامل أحذية شاب (20 عاماً)، وأقروا بارتكاب الواقعة.
الفتاتان إحداهما مغربية الجنسية والأخرى مصرية لكنها ليست من سكان مدينة المنصورة، على عكس ما أشيع في البداية أن الفتاة كانت بصحبة أخرى من سكان المدينة.
وقد أشارت صحيفة "الوطن" إلى أن سن الفتاتين 20 عاماً، مؤكدةً أنهما طالبتان بجامعة المنصورة، وخرجتا للاحتفال برأس السنة مع مجموعة من أصدقائهما.
تحرش جماعي بفتاتين يثير الغضب
أعرب المجلس القومي للمرأة (رسمي) بمصر عن استنكاره واستيائه الشديد من الواقعة، وطالب في بيان، بـ"توقيع أقصى عقوبة على الجناة"، معتبراً الواقعة "مؤسفة وخطيرة، وبحاجة إلى وقفة حقيقية من المجتمع بأكمله حتى لا تتكرر".
يأتي هذا بعد تداول رواد الشبكات الاجتماعية، الأربعاء 1 يناير/كانون الثاني 2020، مقطعاً مصوراً وصفه معظمهم بأنه "صادم" يستوجب المساءلة، لمحاولة تحرش عشرات الشبان بالتلامس الجسدي والضرب والاعتداء الجنسي على فتاة ترتدي تنورة قصيرة.
فيما أوضحت اللحظات الأخيرة من المقطع الذي انتشر عبر وسم #فتاة_المنصورة، تمكن بعض الشبان من إنقاذ الفتاة التي بدت في حالة انهيار عصبي، وأوصلوها بصعوبة إلى سيارة للابتعاد عن مكان الواقعة.
الفتاة: عشت ساعة من الرعب
عاشت الفتاة ضحية التحرش لحظات صعبة وصفتها بأنها "ساعة من الرعب" أثرت سلباً على نفسيتها وفق أقوالها في محضر الشرطة.
إذ قالت إنها أثناء سيرها وصديقتها بشارع الجمهورية بالمدينة تعرض لهما بعض الصبية والشباب بالمعاكسات الكلامية، فيما صورهما بعض المتواجدين بالهواتف المحمولة.
بعدها سمعت الفتاتان ألفاظاً جنسية بذيئة، وعندما تدخل بعض المارة لمحاولة منعهم، تسبب ذلك في حدوث مشادة بين عدد من المارة، بعدها فقدت صديقتها وفوجئت ببعض المتحرشين يجذبون ملابسها ويمدون أيديهم لمناطق حساسة لتلجأ إلى مقهى للاحتماء به حتى أحضر شبان سيارة لإخراجها من المنطقة.
من جهته، قال الشاب أحمد سلامة، وهو أحد من تدخلوا لإنقاذ الفتاة، إنه عندما شاهد تجمعاً كبيراً حول الفتاتين حاول مع آخرين إبعاد المتحرشين حتى تمكنت إحداهما من دخول أحد المحلات التجارية، لكنه أشار إلى طردها من قبل أمن المحل خوفاً على سلامة المكان من تجمع الشباب، قبل أن تصل سيارة لتساعدهما على الخروج من المنطقة.
معدلات تحرش مرتفعة في مصر
وفقاً لمراقبة منظمات المجتمع المدني، ترتفع معدلات التحرش في الأعياد والمناسبات بمصر، وتقابلها السلطات الحكومية بزيادة أعداد الشرطة النسائية والحملات على الحدائق العامة والمتنزهات ودور السينما.
إذ قدرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، أن نسبتها في مصر بلغت حداً قياسياً (يطول حوالي 99% من النساء) في 2013، قبل أن تتحدث تقارير محلية عن تراجعها بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة.
من جهتها، شدّدت السلطات المصرية عقوبة جريمة التحرش في العام 2014 لتصل إلى الحبس 6 أشهر، وغرامة لا تقل عن 3 آلاف جنيه (نحو 170 دولاراً)، ولا تزيد على 5 آلاف جنيه (نحو 280 دولاراً).