في أول خروج له بعد تعيينه قائداً جديداً لفيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، خلفاً لقاسم سليماني، الذي اغتيل الجمعة، 3 يناير/كانون الثاني 2020، في العراق، توعّد إسماعيل قاني أمريكا بردٍّ "قاسٍ".
تقارير إعلامية نقلت عن قائد فيلق القدس قوله: "نقول للجميع اصبروا قليلاً لتشاهدوا جثامين الأمريكيين في كل الشرق الأوسط".
ساعات بعد الإعلان عن مقتل قاسم سليماني، عين المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، إسماعيل قاني قائداً جديداً لفيلق القدس.
شغل قآني منصب نائب قائد فيلق القدس، لنحو عقدين من الزمان، بعدما تدرّج في عدة مناصب داخل الحرس الثوري، أبرزها قيادة العمليات في أفغانستان وباكستان.
ينظر إلى إسماعيل قآني على أنه "ظِل سليماني الأكثر تشدداً"، حيث سلطت الأضواء دائماً على سليماني الذي كان حاضراً بقوة في ملفات وأزمات عدة في المنطقة، أبرزها سوريا، والعراق، الذي قُتل به فجر اليوم عقب وصوله بلحظات.
يُعرف عن قآني تأييده للتدخل الإيراني في دول المنطقة، ولاسيما العراق، وسوريا، التي اعتبر أن الحرب فيها "وجودية ومصيرية"، فضلاً عن أنه شارك فيها بصفة مستشار عسكري.
انتقام مؤلم "يشمل منطقة الشرق الأوسط برمتها"
قبل ذلك هدد مجلس الأمن القومي الإيراني بانتقام مؤلم يشمل منطقة الشرق الأوسط برمتها، رداً على اغتيال قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني في غارة أمريكية بالعراق.
إذ قال المجلس -في بيان الجمعة عقب اجتماع بطهران ناقش فيه الرد على اغتيال سليماني- إن الرد سيكون في المكان والزمان المناسبين، وإن الانتقام سيكون ثقيلاً ومؤلماً.
أضاف أنه اتّخذ القرارات اللازمة بشأن الردّ على عملية الاغتيال، وأن واشنطن تتحمل مسؤولية مغامراتها. وتابع أن الولايات المتحدة ارتكبت باغتيالها قائد فيلق القدس -التابع للحرس الثوري الإيراني- أكبر خطأ استراتيجي لها في منطقة الشرق الأوسط.
كما نقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية عن المتحدث باسم الحرس الثوري العميد رمضان شريف، قوله إن فرح الأمريكيين والصهاينة حالياً سيتحول إلى عزاء لهم، وذلك في تعليقه على الجريمة الإرهابية الأمريكية باغتيال قائد فيلق القدس الفريق قاسم سليماني.
أشار أيضاً إلى أن الفريق سليماني "تعرّض مرات عديدة إلى الاغتيال خلال فترة الدفاع المقدس، وفي تحصين محور المقاومة ومكافحة الكيان الصهيوني، وأصيب عدة مرات قبل استشهاده في الهجوم الإرهابي الأمريكي، وحصل على لقب الشهيد من قبل قائد الثورة الإسلامية، وكان يعتبر نفسه دائماً جندياً في خدمة ولاية الفقيه والأمة الإسلامية، بالرغم من حصوله على أرفع الأوسمة العسكرية الإيرانية".
قال إن فرح الأمريكيين والصهاينة الحالي لن يدوم، وسيتحول إلى عزاء لهم، وأضاف: إن الحرس الثوري والشعب وجبهة المقاومة في جميع أنحاء العالم الإسلامي سيأخذون الثأر لدماء هذا الشهيد الشامخ، الذي لم يفكر سوى في شموخ ورفعة الشعب الإيراني والعالم الإسلامي وتحرير القدس.
سيستهدف أمريكا على وجه الخصوص
قبيل صدور بيان مجلس الأمن القومي الإيراني، قال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، إن بلاده ستنتقم بشدة من حكومة الولايات المتحدة. وأضاف لاريجاني أن واشنطن بفِعْلتها خلقت حالة من عدم الأمان في المنطقة، على حد قوله.
من جهته، قال مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، إن المنطقة ستشهد وضعاً مختلفاً كلياً بعد اغتيال سليماني. وأضاف ولايتي أن عملية الاغتيال ستفرض ظروفاً جديدة، ستجعل الولايات المتحدة تندم على فِعلتها، حسب تعبيره.
كما أعلن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، في وقت سابق، الجمعة، الحداد ثلاثة أيام، مهدداً الولايات المتحدة بأن انتقام إيران سيكون "ساحقاً". وتوعد خامنئي بانتقام يطال "المجرمين الذين لطخت أيديهم بدمائه (سليماني) ودماء الشهداء الآخرين".