«هناك ردٌّ ما بلا شك».. مسؤولون أمريكيون قلقون من تبعات ضربات جوية استهدفت فصيلاً عراقياً مسلحاً

عربي بوست
تم النشر: 2019/12/31 الساعة 05:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/12/31 الساعة 05:55 بتوقيت غرينتش
وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر/ رويترز

قال مسؤولون عسكريون أمريكيون، مساء الإثنين 30 يناير/كانون الأول 2019، إنهم يتابعون الوضع من كثب؛ تحسباً لأي إجراءات انتقامية تأتي رداً على ضربات جوية أمريكية استهدفت جماعة مسلحة مدعومة من إيران في العراق وسوريا، مع احتمال تصاعد حدة التوتر بين واشنطن وطهران نتيجة أي أعمال انتقامية.

يأتي ذلك بعد أن نفذ الجيش الأمريكي الضربات، أمس الأحد، على ميليشيا كتائب حزب الله، رداً على مقتل متعاقد مدني أمريكي في هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية عراقية.

أمريكا على يقين بأن الرد قادم

مسؤولون عسكريون أمريكيون تحدثوا لـ "رويترز" شريطة عدم نشر أسمائهم، قالوا إنه ليس لديهم شك في أن الجماعة المسلحة ستردُّ بطريقة ما، قد تؤدي إلى زيادة حدة التوتر من جديد بين الولايات المتحدة وإيران.

مسؤول عسكري أمريكي قال لـ "رويترز" أيضاً: "أعتقد أنهم (كتائب حزب الله) سيردُّون".

في حين قال مسؤول عسكري آخر، إنه يوجد قلق من احتمال أن تقود الأحداث التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية، إلى دائرة من الأعمال الانتقامية.

"الحشد الشعبي" يتوعد

يأتي هذا القلق بعد أن قوبلت الغارات الجوية بتهديدات بالثأر. فقال القيادي الكبير بالفصائل جمال جعفر إبراهيمي، المعروف بالاسم الحركي "أبو مهدي المهندس"، في وقت متأخر من مساء أمس الأحد: "دماء الشهداء لن تذهب سدى، وردُّنا سيكون قاسياً جداً على القوات الأمريكية في العراق".

يعتبر "المهندس" قيادياً كبيراً في قوات الحشد الشعبي العراقية، التي تنضوي تحت لوائها جماعات شبه عسكرية تتألف في معظمها من فصائل شيعية تحظى بدعم إيراني، وتم دمجها رسمياً في القوات المسلحة العراقية.

كما يعد واحداً من أقوى حلفاء إيران في العراق، وسبق أن كان رئيساً لكتائب حزب الله التي أسسها.

تهديدات "المهندس" لقيت صدىً إيجابياً لدى داعميه الإيرانيين.

فقال الحرس الثوري الإيراني، الذي يدرب بعض الفصائل العراقية ومنها كتائب حزب الله" "الثأر والرد على هذه الجريمة حق طبيعي للأمة العراقية وتلك الجماعات التي تدافع عن العراق".

في حين قالت مصادر أمنية عراقية إن القوات الأمريكية بشمال العراق تعزز إجراءات الأمن.

حان وقت استعادة الردع أمام إيران

مسؤولون أمريكيون قالوا في إفادة للصحفيين، الإثنين، إن واشنطن تحلَّت بضبط النفس والصبر في وجه استفزازات متصاعدة من جانب إيران أو جماعات تدعمها طهران، وسط عقوبات متزايدة على طهران، لكنهم أوضحوا أن الوقت حان لاستعادة الردع أمام أي عدوان إيراني.

أما وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، فكانت قد قالت إنه يتعين على إيران وكتائب حزب الله "وقف هجماتها على القوات الأمريكية وقوات التحالف"؛ للحيلولة دون أي "أعمال دفاعية" من قِبل القوات الأمريكية.

وقال المسؤولون إن القوات الأمريكية تنتظر في الوقت الراهن، لترى ما ستقوم به الفصائل وإيران.

العراقيون يحذّرون من تبعات خطيرة

لكن رئيس الوزراء العراقي المستقيل، عادل عبدالمهدي، ندد بالضربات الأمريكية التي استهدفت قواعد فصيل عراقي مدعوم من إيران، وهي خطوة من شأنها أن تزج بالعراق، على نحو أكبر، في أتون صراع بالوكالة بين الولايات المتحدة وإيران.

مكتب عبدالمهدي أكد أيضاً أن "رئيس الوزراء وصف الهجوم الأمريكي على القوات المسلحة العراقية بأنه اعتداء آثم ومرفوض، وستكون له تبعات خطيرة".

من جانبه وصف تحالف "الفتح" العراقي، الذي يحظى بثاني أكبر عدد من المقاعد في البرلمان ويتألف بشكل كبير من قادة فصائل، الضربات الجوية بأنها هجوم على سيادة العراق.

أما رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، المنافس الرئيسي لتحالف "الفتح "وزعيم أكبر كتلة برلمانية، فقد أعرب عن استعداده للعمل مع منافسيه السياسيين من الجماعات المسلحة التي تدعمها إيران؛ لإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في العراق، لكنه دعاها أيضاً إلى كبح فصائلها المسلحة، حتى لا تكون ذريعة لهجمات أمريكية أخرى.

من جانبه ندد المرجع الشيعي الأعلى في العراق، آية الله علي السيستاني، بالضربات  الجوية الأمريكية، لكن مكتبه ندد أيضاً بهجمات مزعومة لفصائل مدعومة من إيران على عسكريين أمريكيين.

كما حث السيستاني السلطات العراقية على منع مثل هذه الهجمات، و "العمل على عدم جعل العراق ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية وتدخُّل الآخرين في شؤونه الداخلية".

يُذكر أن التوتر تصاعد بين طهران وواشنطن، وهما الحليفتان الرئيسيتان للعراق، منذ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، العام الماضي، سحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران عام 2015 مع ست قوى عالمية، وعاود فرض عقوبات شلت الاقتصاد الإيراني.

كانت قوات الحشد الشعبي قد دعمت قوات الأمن العراقية في حربها لاستعادة السيطرة على ثلث أراضي الدولة من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية"، وساعدت في تحقيق النصر على متشددي التنظيم.

لاحقاً، جرى دمجها رسمياً في الهيكل الأمني العراقي الرسمي، وتحظى أيضاً بنفوذ سياسي كبير.

ويهدد أي تصعيد بتحويل العراق إلى ساحة قتال في حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وإيران، قد يتورط فيها حلفاء إقليميون للطرفين.

تحميل المزيد