أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة، الأحد، 29 ديسمبر/كانون الأول، إلقاء القبض على خلية قامت بجمع معلومات حول بهاء أبو العطا، أحد أبرز قادة "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، الذي اغتالته إسرائيل الشهر الماضي.
داخلية غزة تعتقل متورطين في جمع معلومات عن بهاء أبو العطا
حيث قالت "الداخلية" (تديرها حركة حماس)، في بيان: "نتيجةً للتحقيقات المكثفة تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على خلية قامت بجمع المعلومات حول الشهيد أبو العطا، ورصد تحركاته، ومتابعته على مدار أشهر وحتى آخر ساعة قبل قيام الاحتلال باغتياله".
في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه اغتال المسؤول العسكري البارز بـ"سريا القدس"، في هجوم استهدف منزلاً بحي "الشجاعية" شرقي مدينة غزة، أسفر أيضاً عن استشهاد زوجته.
أضافت وزارة الداخلية، أنه "خلال التحقيق مع أفراد الخلية تبيّن أنهم ضباط في جهاز المخابرات العامة التابع للحكومة الفلسطينية في رام الله".
الداخلية ذكرت أنه "تم تكليفهم بمهمة رصد ومتابعة الشهيد أبو العطا بشكل رسمي من قبل العميد شعبان عبدالله الغرباوي، مدير جهاز المخابرات العامة بالمحافظات الجنوبية (قطاع غزة)، والذي كان ينقل المعلومات المتعلقة بالشهيد مباشرة لأجهزة مخابرات الاحتلال".
أكدت أن "ما قام به أفراد الخلية، الذين تم اعتقالهم لدى جهاز الأمن الداخلي بغزة، من تقديم لمعلومات مفصلة ودقيقة عن تحركات الشهيد أبو العطا، ساهم في وصول الاحتلال إليه واغتياله".
وكشفت الداخلية عن ارتباط المتورطين بالموساد الإسرائيلي
حيث أشارت الوزارة أن أجهزتها الأمنية "تمكنت من ضبط مواد فنية تؤكد تواصل العميد الغرباوي، مع ضباطٍ في جهاز الشاباك الإسرائيلي، قدّم لهم خلالها معلوماتٍ حول مُقدّرات المقاومة، وخُططها، وتحركات عناصرها وقادتها، وقد استقى هذه المعلومات من خلال ضباط وعناصر جهاز مخابرات السلطة، المتواجدين في غزة".
فيما لم يتسن الحصول على تعليق فوري من جانب الحكومة الفلسطينية برام الله حول تلك الاتهامات.
تشهد الساحة الفلسطينية حالة من الانقسام منذ يونيو/حزيران 2007، عقب سيطرة حركة حماس على غزة، في حين تدير حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس الضفة الغربية.
كانت إسرائيل اغتالت بهاء أبو العطا في عملية دقيقة
كانت قناة i24news الإسرائيلية، قالت الأربعاء 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، إن تحقيقات أجراها الجهاز الأمني لحركة الجهاد الإسلامي، حول اغتيال بهاء أبوالعطا في غزة، كشفت عن تفاصيل جديدة حول ملابسات اغتياله.
قالت القناة إن تحقيقات الجهاز الأمني كشفت أن طائرة صغيرة من طراز "كواد كابتر" حلقت 3 مرات فوق منزل بهاء أبو العطا في حي الشجاعية شرق غزة قبل دقائق من اغتياله.
وفقاً للمصادر الفلسطينية، فإن طائرة درون حلقت فوق منزله، ثم اقتربت من الشرفة المطلة على منزله واخترقتها باتجاه الغرفة وتأكدت من موقعه، والتقطت له صوراً وبعدها بدقائق، شنت الغارة التي أودت بحياة أبوالعطا وزوجته.
أشارت المصادر إلى أن طائرات مماثلة حلقت قبل أسبوعين فوق منازل 3 قياديين في سرايا القدس شمال غزة، يعملون بشكل مباشر مع أبو العطا.
تبين أن الطائرة كانت تحمل قنابل يدوية، وانفجرت داخل الغرفة بعد دخولها، والتأكد من وجود أبو العطا بالداخل عن طريق الكاميرا المثبتة عليها، بحسب المصادر التي تحدثت للقناة.
إلا أن تفجير الطائرة لم يسبب سوى أضرار محدودة، لتطلق بعد أقل من دقيقة طائرة حربية صاروخين على الغرفة، ما أدى إلى تدميرها بالكامل.
أشارت المصادر إلى أن أبو العطا دخل منزله قبل نصف ساعة من اغتياله، وكانت طائرات استطلاع ترصد المنزل باستمرار، والذي لا يتردد إليه كثيراً بسبب الملاحقة من قبل إسرائيل.
تعد عملية اغتيال أبو العطا (قيادي من الصف الأول) في "سرايا القدس"، الأولى من نوعها منذ اغتيال أحمد الجعبري، نائب القائد العام لكتائب القسام، في عام 2012، والذي فجر اغتياله حرباً استمرت لمدة 8 أيام.