رفضت الحكومة المغربية الردَّ على ما جاء في خطاب الرئيس الجزائري الجديد، عبدالمجيد تبون، خلال حفل تنصيبه، عندما جدد دعم بلاده لـ "البوليساريو"، ووصفه قضية الصحراء بكونها مسألة "تصفية استعمار".
المغرب أعلن الخميس 26 ديسمبر/كانون الأول 2019، أن سياسته تجاه الجزائر "هادئة ومتأنية"، وأن الرباط تمد يدها لجارتها "في إطار سياسة حسن الجوار، وما هو مشترك من تاريخ بين البلدين".
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الحكومة، الحسن عبيابة، في مؤتمر صحفي عقب اجتماع المجلس الحكومي، رداً على سؤال لصحفي حول "موقف الرباط من التصريحات المسيئة التي أدلى بها الرئيس الجزائري الجديد عبدالمجيد تبون".
إذ سبق أن قال تبون في خطاب تنصيبه، إن "مسألة الصحراء الغربية مسألة تصفية استعمار، وهي قضية بيد الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، ويجب أن تبقى بعيدة عن تعكير صفو العلاقات مع الأشقاء في المنطقة المغاربية".
اعتبر عبيابة، وهو وزير الثقافة والشباب والرياضة أيضاً، أن الموقف "يجب التأني فيه بشكل كبير". وشدد على أن بلاده لها الحق في "اتخاذ السلوك والموقف الذي تشاء، ولكن لحد الآن ليس هناك موقف رسمي بهذا الشأن". وتابع عبيابة: "في المكان المناسب يمكن أن تصرح المملكة بموقفها، وفي مثل هذه المواقف لا نتسرع في إصدارها".
يُذكر أن العاهل المغربي محمد السادس، هنأ تبون، بمناسبة انتخابه رئيساً للجزائر، ودعاه إلى "فتح صفحة جديدة" في علاقات البلدين "على أساس الثقة المتبادلة والحوار البنّاء"، وتمنى له التوفيق كاملاً في مهامه.
جدير بالذكر أن الحدود بين المغرب والجزائر مغلقة منذ 1994، وسط خلافات سياسية بين البلدين، أبرزها ملف إقليم الصحراء.
بدأ النزاع بين المغرب وجبهة "البوليساريو" حول إقليم الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول إلى مواجهة مسلحة بين الجانبين، توقفت عام 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، برعاية الأمم المتحدة.
تقترح الرباط حكماً ذاتياً موسعاً تحت سيادتها، في حين تدعو "البوليساريو" إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر، التي تؤوي عشرات آلاف اللاجئين من الإقليم.