رأى رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، سعد الحريري، أن الحكومة التي يجري تشكيلها ستكون "حكومة جبران باسيل". في إشارة إلى رئيس حزب التيار الوطني الحرّ، وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال، وصهر رئيس الجمهورية، ميشال عون.
خلال حديث مع صحفيين في "بيت الوسط" (مقرّ إقامته)، الثلاثاء 24 ديسمبر/كانون الأول 2019، أضاف الحريري: "بالنسبة لموقفي من الحكومة العتيدة، أعود وأكرّر لا تسمية ولا تغطية ولا مساءلة ولا ثقة إذا تطلب الأمر".
أفضت استشارات نيابية ملزمة إلى تسمية حسان دياب لتشكيل الحكومة المقبلة، لتخلف حكومة الحريري، التي استقالت في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تحت وطأة احتجاجات شعبية مستمرة منذ السابع عشر من ذلك الشهر.
بينما أمتنعت كتلة "المستقبل" (19 نائباً من 128)، بزعامة الحريري، عن التصويت خلال هذه الاستشارات. وأبلغت الكتلة دياب بأنها "لن تشارك بالحكومة، ولن تعرقل تشكيلها"، بحسب ما صرح به النائب عن الكتلة سمير الجسر، السبت.
اعتذر الحريري، مساء الأربعاء، عن عدم الترشح لتأليف الحكومة المقبلة، وذلك للمرة الثانية منذ استقالته، في ظلّ إصراره على تشكيل حكومة اختصاصيين، تلبية لأحد مطالب المحتجين.
بخصوص لقائه بدياب قبل تكليفه أجاب الحريري خلال حديثه مع الصحفيين: "لم ألتقِ الرئيس المكلّف قبل يوم واحد من تكليفه كما أشيع، إنما قبل أسبوع في إطار المشاورات التي كنت أجريها".
رداً على سؤاله عن حديث رئيس مجلس النواب، نبيه بري، أن الحريري "نادم"، وأنه نصحه ألا يلعب بالنار، أجاب: "لست نادماً وضميري مرتاح، وكل همي الحفاظ على البلد واستقراره".
ويعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990.
تابع الحريري: "ولا ألعب بالنار بالتأكيد، وربما أنا دفعت أثماناً كثيرة لأنني أخمد النار على الدوام، ولا شك أن الرئيس بري يلعب دوراً كبيراً في منع الفتنة (…) والذين يلعبون بالنار معروفون".
كما اعتبر أن "ثمة حملة تستهدف الحريرية السياسية، وسنتصدى لها بالقوة". وتابع: "لا أقبل بشيطنة السُّنة واتهامهم بسرقة البلد".
توجد في لبنان 3 رئاسات، هي رئاسة الجمهورية ويتولاها مسيحي ماروني، ورئاسة الحكومة ويتولاها مسلم سُني، ورئاسة البرلمان ويتولاها مسلم شيعي.
قال الحريري إن "حزب القوات دفعنا إلى التسوية الرئاسية، ثم اتّهمنا بها، اسألوهم عن مواقفهم وأسبابها". وقرر الحزب الامتناع عن المشاركة في تسمية أحد لرئاسة الحكومة.
"التسوية الرئاسية" هي تفاهم حدث بين "تيار المستقبل" (سُني مدعوم من السعودية) و "التيار الوطني الحر" (مسيحي حليف لجماعة حزب الله المرتبطة بإيران).
أنهى هذا التفاهم شغوراً رئاسياً، بدأ في مايو/أيار 2014، عقب انقضاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان (2008: 2014)، وأوصل الجنرال عون إلى الرئاسة، في أكتوبر/تشرين الأول 2016، مقابل تسمية الحريري رئيساً للحكومة.
بجانب حكومة التكنوقراط، يطالب المحتجون أيضاً باستعادة الأموال المنهوبة، ومحاسبة من يصفونهم بالفاسدين في السلطة، ورحيل بقية مكونات الطبقة الحاكمة، التي يتهمونها بالفساد والافتقار للكفاءة.