أعلنت قوات الحكومة الليبية، الأربعاء 25 ديسمبر/كانون الأول، أنها تتعامل "بدقّة مع تجمعات لميليشيات متعددة الجنسيات بمحيط محور اليرموك"، جنوبي العاصمة طرابلس.
قوات حكومة الوفاق تتكلم عن وجود ميليشيات أجنبية بالقرب من العاصمة
حيث ذكر بيان نشره المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب" التابعة للحكومة الليبية، على "فيسبوك"، أن "المدفعية الثقيلة تتعامل بدقة مع تجمعات للميليشيات متعددة الجنسيات في محيط محور اليرموك".
أضاف البيان أن "عملية الاستهداف والتعامل جاءت بعد أن حدَّدت فرق الرصد والاستطلاع الأهداف للتعامل معها"، دون تفاصيل عن تلك الميليشيات.
غير أنه قبل أيام تحدّثت حكومة الوفاق الوطني عن وجود ما بين 600 إلى 800 من المقاتلين الروس ضمن قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
في بيان للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية مورغان أورتاغوس، في 21 ديسمبر/كانون الأول، أعربت فيه عن "شعور بلادها بالقلق" إزاء تهديدات قوات حفتر باستخدام القوات الجوية والمرتزقة الذين توفرهم الدول الأخرى لمهاجمة مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، في إشارة إلى المرتزقة الروس.
وهناك حديث عن وجود 1400 مرتزق روسي في ليبيا
فوفقاً لخبراء غربيين فإن مشاركة 1400 من المرتزقة الروس العاملين في شركة فاغنر للحماية الأمنية والعسكرية الخاصة، في القتال إلى جانب قوات حفتر، أسهمت في إخلال موازين القوى على الأرض لصالح هذه القوات التي تقاتل على أطراف العاصمة طرابلس.
في سياق متصل، أفاد مراسل الأناضول بأن منطقة صلاح الدين جنوبي طرابلس، شهدت الثلاثاء والأربعاء عمليات نزوح كبيرة نتيجة للاشتباكات العنيفة التي شهدتها أمس.
فيما تشير تقارير عن وجود مئات المرتزقة السودانيين في صفوف حفتر
حيث كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن التحاق مئات "المرتزقة السوادنيين" للقتال في صفوف اللواء المتقاعد خليفة حفتر ضد حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دولياً.
ذكرت الصحيفة، الثلاثاء، أنّ موجة جديدة من المرتزقة القادمين من السودان يقاتلون في ليبيا، ما يعمّق المخاوف من أن الصراع في الدولة الواقعة شمالي إفريقيا تحوّل إلى حرب دولية مستعصية قد تزعزع استقرار المنطقة أكثر.
قال قادة لمجموعتين منفصلتين من المقاتلين السودانيين في ليبيا للصحيفة البريطانية، إنهم استقبلوا مئات المرتزقة الجدد في الأشهر الأخيرة.
وفق الصحيفة، فإن كلتا المجموعتين كانتا تقاتلان في صفوف القوات التي يقودها خليفة حفتر ضد الحكومة المعترف بها دولياً، في طرابلس.
قال أحد أولئك القادة، وهو متمركز في جنوبي ليبيا (لم تسمه): "العديد من الشبان (يأتون)… حتى إننا لا نملك القدرة على استيعاب هذه الأعداد الكبيرة".
حول عدد السودانيين الذي يقاتلون في ليبيا، قال القادة للصحيفة نفسها، إن "هناك الآن 3 آلاف مرتزق سوداني على الأقل في ليبيا، وهذا العدد أكبر بكثير من تقديرات سابقة".
منهم مَن كان يقاتل ضد نظام عمر البشير
قال قادة المرتزقة السودانيين إنّ موجة المقاتلين الجدد تضمّنت العديد ممّن قاتل ضد نظام الرئيس المعزول عمر البشير.
كما كان بعض أكبر المجموعات السودانية في ليبيا قاتل ذات مرة في دارفور، المنطقة المضطربة غربي السودان، في سلسلة أعمال تمرد ضد الميليشيات والقوات التي أرسلها النظام القمعي في الخرطوم، بحسب الغارديان.
وفق الصحيفة البريطانية، فإنّ جميع القادة الذين أجرت المقابلة معهم أعربوا عن أملهم في العودة إلى السودان للقتال ضد الحكومة الانتقالية الحالية التي جاءت بعد سقوط البشير.
منذ 4 أبريل/نيسان الماضي، تشهد طرابلس، مقرّ حكومة الوفاق، وكذلك محيطها، معارك مسلحة بعد أن شنت قوات حفتر هجوماً للسيطرة عليها وسط استنفار لقوات "الوفاق"، وسط تنديد دولي واسع، وفشل متكرر لحفتر، ومخاوف من تبدد آمال التوصل إلى أي حل سياسي للأزمة.