كشفت أسرة الناشطة السعودية المحتجزة لُجين الهذلول، الإثنين 23 ديسمبر/كانون الأول 2019، عن سعيها لإقامة دعوى قضائية دولية ضد سعود القحطاني المستشار السابق لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، عقب تبرئته من مقتل جمال خاشقجي.
أسرة لُجين الهذلول تسعى لمقاضاة سعود القحطاني دولياً
حيث تساءل وليد الهذلول، شقيق لجين، على حسابه بتويتر: "كيف ممكن نرفع قضية على سعود القحطاني في محكمة أمريكية أو أوروبية، بسبب جريمة التعذيب التي ارتكبها في حق لُجين؟"، مطالباً من لديه خلفية بالأمر بأن يتواصل معه.
عقب إحالته من جانب أحد المغردين إلى اسم مكتب دولي، تساءل الهذلول: "هل المكتب مسك (تولى) قضايا دولية لها علاقة بالتعذيب من قبل؟".
سبق أن غردت علياء، شقيقة لجين، على تويتر، اليوم: "أتمنى أن يتم التحقيق مع سعود القحطاني، الذي حرص على تعذيب أختي لُجين والتحرش بها". وتساءلت علياء أيضاً عن إمكانية مقاضاة سعود القحطاني خارج بلاده.
منذ أكثر من عام، تقبع الناشطة السعودية لجين الهذلول في أحد مقار الاحتجاز بالسعودية، وتُحاكَم بتهم تتعلق بنشاطها في مجال حقوق الإنسان والاتصال بجهات أجنبية.
تأتي هذه التطورات بعد حكم محكمة سعودية على قتلة خاشقجي
في وقت سابق من الإثنين، أصدرت محكمة سعودية حكماً أولياً بإعدام 5 أشخاص (لم تسمهم) من بين 11 مداناً، كما عاقبت 3 مدانين منهم بأحكام سجن متفاوتة تبلغ في مجملها 24 عاماً، وقضت بعقوبة تعزيرية على 3 مدانين آخرين؛ لعدم ثبوت إدانتهم، وهو ما يعني تبرئتهم.
النيابة السعودية أعلنت خلال مؤتمر صحفي، أن المحكمة الجزائية بالرياض برَّأت القحطاني؛ لعدم توجيه تهم إليه، وأحمد عسيري النائب السابق لرئيس الاستخبارات السعودية؛ لعدم ثبوت تهم عليه، ومحمد العتيبي القنصل السعودي السابق في إسطنبول، الذي أثبت وجوده بمكان آخر وقت مقتل خاشقجي.
قُتل خاشقجي في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، داخل القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية، في قضية هزت الرأي العام الدولي.
كان ولي العهد السعودي قد تحدَّث عن قضية لجين الهذلول
سبق أن قال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إن السعودية "دولة تحكمها القوانين"، وأضاف: "قد أختلف مع بعض هذه القوانين شخصياً، ولكن طالما أنها القوانين القائمة الآن، يجب احترامها، حتى يتم إصلاحها".
جاءت تصريحات ولي العهد السعودي في برنامج "60 دقيقة" الذي بثته قناة "سي بي إس" الأمريكية، الأحد 29 سبتمبر/أيلول 2019، رداً على سؤال عن اعتقال الناشطات السعوديات.
بشأن الإفراج عن الناشطة السعودية لجين الهذلول، قال محمد بن سلمان: "هذا القرار ليس مرهوناً بي. الأمر بيد النائب العام وهو مدّعٍ عام مستقل".
عن تعرضها للتعذيب داخل السجن، قال ولي العهد السعودي: "إذا كان هذا صحيحاً، فهو شنيع جداً. الإسلام يُحرِّم التعذيب، وتشجبه القوانين السعودية والضمير الإنساني. سأتابع شخصياً هذه المسألة".
حاولت نورا أودونيل، محاورة برنامج "60 دقيقة"، تأكيد متابعة ولي العهد لقضية لجين الهذلول بنفسه، ليردَّ محمد بن سلمان قائلاً: "بلا شك".
علق ولي العهد السعودي على وجود حملة قمعية وسجن للنساء اللواتي يثرن قضايا تتعلق بالأشياء التي تحتاج تغييراً في المملكة العربية السعودية، قائلاً: هذا التصور يؤلمني.. يؤلمني عندما ينظر بعض الناس إلى الصورة من زاوية ضيقة جداً. آمل أن يأتي الجميع إلى المملكة العربية السعودية ويروا الواقع، ويلتقوا النساء والمواطنين السعوديين وليحكموا بأنفسهم".
اعتُقِلَت لُجين ومعها 10 سيدات أخريات في حملة تمشيط استهدفت النساء الجريئات اللاتي دافعن عن حقهن في قيادة السيارات. وشملت الاعتقالات ناشطات مخضرمات مثل عزيزة اليوسف، والمُدوِّنة إيمان النفجان.