أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة 20 ديسمبر/كانون الأول، أن باكستان تعرضت لضغوط سعودية من أجل ثنيها عن المشاركة في القمة الإسلامية بالعاصمة الماليزية كوالالمبور.
أردوغان يكشف حجم ضغوط السعودية على باكستان
جاء ذلك في تصريح أدلى به أردوغان للصحفيين في ختام القمة الإسلامية التي استضافتها كوالالمبور، وغابت عنها باكستان وإندونيسيا.
الرئيس التركي أشار الى أن مثل هذه المواقف التي تصدر عن السعودية وإمارة أبوظبي ليست الأولى من نوعها.
أما عن الضغوط التي مارستها السعودية على باكستان لمنع مشاركتها في قمة كوالالمبور الأخيرة، أوضح أردوغان أن السعوديين هددوا بسحب الودائع السعودية من البنك المركزي الباكستاني، كما هددوا بترحيل "4 ملايين باكستاني يعملون في السعودية" واستبدالهم بالعمالة البنغالية.
موضحاً أن باكستان التي تعاني من أزمات اقتصادية كبيرة، اضطرت لاتخاذ موقف بعدم المشاركة في القمة الإسلامية، في ظل هذه التهديدات والضغوط.
وذلك في قمة ماليزيا الاسلامية
على صعيد ذي صلة، أكد الرئيس التركي أن جاكارتا، من جهتها، كانت تفكر في بادئ الأمر بإيفاد نائب الرئيس الإندونيسي؛ قبل أن تتراجع عن هذا القرار.
مشدداً على أن القضية "قضية مبدأ" في الأساس، فعلى سبيل المثال السعودية لا تقدم مساعداتها للصومال، "لكن الصومال أظهرت موقفاً ثابتاً، بالرغم من الأوضاع الصعبة التي تعاني منها" ولم تذعن لضغوط الرياض عليها لتغيير مواقفها مقابل تلقي مساعدات.
أضاف "أبوظبي كانت ستُقدم هي الأخرى على بعض الخطوات (الإيجابية) في الصومال؛ لكنها تراجعت عنها لاحقاً" لعدم استجابة الصومال لمطالبها.
فيما انطلقت قمة "كوالالمبور 2019" الإسلامية المصغرة الأربعاء، في العاصمة الماليزية، ومن المقرر أن تستمر أعمالها لغاية السبت 21 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وهاجم أيضاً التدخل الروسي في ليبيا
حيث قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة 20 ديسمبر/كانون الأول 2019، إن بلاده لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام مساندة مرتزقة تدعمهم روسيا لقوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها أردوغان للصحفيين عقب زيارته إلى ماليزيا حيث شارك هناك في القمة الإسلامية بكوالالمبور.
أعرب أردوغان عن "أسفه" لانخراط روسيا إلى جانب مصر، والإمارات، وفرنسا، وإيطاليا، في تجاهل حكومة فائز السراج المعترف بها دولياً، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول.
كما انتقد الرئيس التركي مشاركة مرتزقة "فاغنر" الروس لدعم حفتر في معاركه ضد الحكومة الليبية، وقال "إن هذا هو الوضع ولن يكون من الصواب أن نلزم الصمت في مواجهة كل هذا. فعلنا أفضل ما يمكننا حتى الآن وسنواصل ذلك"، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
روسيا قلقة من الاتفاق التركي الليبي
تأتي تصريحات أردوغان المُنتقدة للدور الروسي في ليبيا، بعدما نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، الجمعة، عن مصدر في وزارة الخارجية -لم تذكر اسمه- قوله إن "موسكو قلقة بشدة من احتمال إرسال تركيا قوات إلى ليبيا".
المصدر الروسي قال أيضاً إن الاتفاق الأمني بين تركيا والحكومة الليبية المعترف بها دولياً يثير تساؤلات كثيرة، لكنه لم يدل بمزيد من التوضيحات حول تلك التساؤلات أو مآخذ موسكو على الاتفاق.
تعقيب روسيا جاء بعد ساعات من إعلان الحكومة الليبية المعترف بها دولياً أنها صدقت على اتفاق للتعاون الأمني والعسكري مع تركيا.
هذا الاتفاق كان قد توصل إليه الجانبان التركي والليبي في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ويتعلق بالتعاون الأمني والعسكري، وتحديد مناطق الصلاحية البحرية، بهدف حماية حقوق البلدين المنبثقة عن القانون الدولي.
كان أردوغان قد وعد بإرسال قوات من بلده لدعم حكومة الوفاق إذا طلب السراج ذلك، بموجب مذكرة التعاون الموقعة من الطرفين، الأمر الذي أثار انتقادات من مصر، التي قال رئيسها عبدالفتاح السيسي إن بلاده "لن تسمح لأحد بالسيطرة على ليبيا (…) هذه مسألة تتعلق بالأمن القومي لمصر"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
بينما تتلقى حكومة السراج دعماً من تركيا، يحظى حفتر بدعم من الإمارات ومصر، وهما منافسان لأنقرة إقليمياً.
يُذكر أنه منذ 4 أبريل/نيسان الماضي، تشن قوات حفتر هجوماً متعثراً للسيطرة على طرابلس (غرب)، مقر حكومة الوفاق الوطني.
أجهض هذا الهجوم جهوداً كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر حوار بين الليبيين، ضمن خارطة طريق أممية لمعالجة النزاع في البلد الغني بالنفط.