البحرية الأمريكية: إيران أسقطت طائرة تجسس باهظة الثمن وتحطمت اثنتان

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/12/14 الساعة 10:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/12/14 الساعة 13:36 بتوقيت غرينتش
الصورة مصدرها military.com

تعرَّضت طائرة من طائرات التجسس المسيّرة المتطورة التابعة للبحرية الأمريكية مؤخراً لحادث تحطم في الشرق الأوسط. ويأتي هذا الحادث بعد حادثتين أخريين، ومن المحتمل ألا يتبقى لدى البحرية الأمريكية بعدها سوى طائرتين أخريين من هذه الطائرات العملاقة المُكلِّفة.

قالت البحرية الأمريكية في بيان نشرته الخميس 12 ديسمبر/كانون الأول، في موقع أخبار المعهد البحري الأمريكي، إن إحدى طائرات RQ-4A المستخدمة في المراقبة البحرية واسعة النطاق (BAMS-D): "اصطدمت بحطام جسم غريب أثناء إقلاعها، في إطار دعمها لعمليات في منطقة تقع تحت مسؤولية الأسطول الخامس الأمريكي"، في 26 نوفمبر/تشرين الثاني. ولم يُصب أي شخص، لكن الحادث "أدَّى إلى تضرر الجانب الأيسر من الطائرة"، وفقاً للبيان.

ثمنها عال جداً

حسب مجلة Newsweek الأمريكية فإنَّ تكلفة هذا الطراز من الطائرات المسيرة، والمعروف أيضاً باسم Global Hawk، تقدَّر بحوالي 180 مليون دولار، وسبق أن تحطّمت إحداها في حادث عام 2012 خلال رحلة تدريبية في ماريلاند. وذكرت شبكة CNN الأمريكية حينذاك أنَّ البحرية الأمريكية حصلت على خمس من هذه الطائرات.

وفي الآونة الأخيرة، أسقط  الحرس الثوري الإيراني في ضربة بصاروخ أرض-جو فوق مضيق هرمز، طائرة Global Hawk، في يونيو/حزيران الماضي. ويقدّر المعهد البحري الأمريكي أنه لم يتبقَ لدى البحرية بعد هذا الهجوم، إلى جانب الخسارة الأخيرة، سوى طائرتين فقط من أسطولها الأصلي المكون من خمس طائرات مسيرة، أوردت تقارير أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) مترددة بشأنها. ولم يستجب الأسطول الخامس على الفور لطلب مجلة Newsweek  للتعقيب.

ونقلاً عن مسؤولين عسكريين حاليين وسابقين في الجيش الأمريكي، ذكرت مجلة Foreign Policy الشهر الماضي -قبل الحادث الأخير- أنَّ القوات الجوية الأمريكية كانت تفكر في إيقاف 21 من طائراتها من طراز RQ-4 Global Hawks، البالغ عددها 35 طائرة. وأوردت التقارير أن هذا الاقتراح قُدّم إلى مكتب وزير الدفاع، وجاء في الوقت الذي تقرر فيه إحلال الطائرات الأحدث MQ-4C Triton محل هذه الطائرات.

غير أن هذه الخطوة المذكورة جاءت أيضاً وسط تنامي القدرات التسليحية لمنافسين أقوياء مثل روسيا والصين، فضلاً عن الأسلحة متنامية القوة التي طوّرتها قوى أخرى مثل إيران.

أجرت الجمهورية الإسلامية مناورات حربية دفاعية جوية، الشهر الماضي، على مساحة تقارب مساحة ولاية كاليفورنيا الأمريكية. وقد أُجريت التدريبات، التي وصفها مسؤول عسكري إيراني رفيع المستوى بأنها تضم أنظمة مضادة للطائرات "من الدرجة الأولى" و "متطورة"، في الوقت الذي أبحرت فيه حاملة الطائرات فئة نيمتز التابعة للبحرية الأمريكية من طراز USS Abraham Lincoln عبر مضيق هرمز نفسه، الذي أُسقطت فوقه طائرة البنتاغون المسيرة خلال فصل الصيف.

مناورات في أهم نقطة مرور للنفط

يُشار إلى أن هذا المضيق المائي المهم يعتبر أهم نقطة مرور في العالم للنفط البحري، وأصبح نقطة توتر متنامية بين واشنطن وطهران. وبعد رفض الرئيس دونالد ترامب العودة إلى الاتفاق النووي الذي أُبرم عام 2015 مع إيران والقوى الكبرى الأخرى، وفرضه عقوبات على عدوة أمريكا اللدود، رفضت طهران التفاوض، ووقعت سلسلة اضطرابات في هذه المنطقة الخطيرة.

ولم تُحمِّل الولايات المتحدة إيران مسؤولية الهجمات على ناقلات النفط في خليج عُمان والمنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية فحسب، وإنما مسؤولية الهجمات على المواقع المرتبطة بالوجود العسكري الأمريكي في العراق أيضاً. وفي الوقت الذي تستهدف فيه سلسلة من الغارات الجوية، لم تعلن جهة مسؤوليتها عنها، وينسبها كثيرون إلى إسرائيل والميليشيات الشيعية المتعاونة مع طهران في الأشهر الأخيرة، واصلت الهجمات الصاروخية التي لم يتحمل أحد مسؤوليتها، والتي يُلَقى فيها باللوم على هذه الميليشيات وإيران نفسها، بضرب مواقع التحالف الأمريكي العراقي الدولي المشترك في أنحاء البلاد.

وفي بيان نُشر أمس الجمعة 13 ديسمبر/كانون الأول، أدان وزير الخارجية مايك بومبيو هذه الهجمات، متعهداً بأن "الولايات المتحدة ستُواصل العمل جنباً إلى جنب مع شركائنا العراقيين، بما فيهم قوات الأمن العراقية، التي أدَّت دوراً محورياً في استعادة السيادة العراقية من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)".

وأضاف: "يجب أن ننتهز هذه الفرصة أيضاً لتذكير القادة الإيرانيين بأنّ أي هجمات من جانبهم أو من وكلائهم مهما كانت هويتهم تُلحق الأذى بالأمريكيين أو بحلفائنا أو بمصالحنا ستُقابل بردٍّ حاسم من أمريكا. فيجب على إيران أن تحترم سيادة جيرانها، وأن تتوقف فوراً عن تقديم المساعدات والدعم المُدمِّرين لأطراف ثالثة في العراق وفي المنطقة".

وفي كلمة موجَّهة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل في إحدى الفعاليات مساء يوم الأربعاء 11 ديسمبر/كانون الأول في طهران، وصف لواء الحرس الثوري الإيراني رحيم صفوي إيران بأنها "دولة لا تقهر"، وتعهَّد بأن "أمريكا سوف تهرب قريباً من منطقة غرب آسيا".

علامات:
تحميل المزيد