قال زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربين إنه لن يقود الحزب في الانتخابات المقبلة بعد أن أقر بأن الليلة كانت "مخيبة بشدة للآمال"، وذلك بعد ظهور نتائج أولية تظهر تقدم المحافظين بأغلبية صريحة في الانتخابات التشريعية البريطانية.
إذ علق كوربين بعد أن فاز بمقعده الانتخابي في شمال لندن: "هذه قطعاً ليلة مخيبة بشدة للآمال بالنسبة لحزب العمال بالنتيجة التي حصلنا عليها"، مضيفاً: "لن أقود الحزب في أي حملة للانتخابات العامة المقبلة"، وأن حزبه الآن بحاجة لفترة من التأمل، وأنه سيقود الحزب في الوقت الذي يناقش فيه مستقبله.
جاءت هذه النتيجة المفاجئة على عكس التوقعات واستطلاعات الرأي التي أشارت إلى تمكن حزب العمال من تقليص الفارق مع حزب المحافظين عشية الانتخابات.
جونسون يصف النتيجة بالتاريخية
من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الجمعة 13 ديسمبر/كانون الأول 2019 ، إن حكومته حصلت فيما يبدو على تفويض جديد وقوي لإنجاز انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
بعد أن فاز بمقعده في أوكسبريدج، قال جونسون: "في هذه المرحلة يبدو أن هذه الحكومة المحافظة… نالت تفويضاً جديداً وقوياً ليس لإنجاز بريكست فحسب لكن لتوحيد البلاد والنهوض بها"، مضيفاً: "أعتقد أن هذه ستصبح انتخابات تاريخية ستمنحنا الآن، في هذه الحكومة الجديدة، فرصة احترام الإرادة الديمقراطية للشعب البريطاني.. لتغيير هذه البلاد للأفضل ولإطلاق إمكانات شعب هذا البلد بأكمله".
نتائج أولية لصالح بوريس جونسون
أظهرت استطلاعات آراء الناخبين عقب خروجهم من مكاتب الاقتراع في بريطانيا فوز حزب المحافظين، بزعامة بوريس جونسون، بالأغلبية المطلقة في البرلمان.
فيما قالت وسائل إعلام بريطانية إن النتائج الأولية تشير إلى فوز المحافظين بعد الحصول على 368 مقعداً، كما أشارت إلى حصول حزب العمال على 191 مقعداً.
كوربين تعرض، في وقت سابق، لانتقادات بسبب مزاعم عن معاداة السامية داخل حزب العمال، كما نقلت وسائل إعلام بريطانية عن بعض يهود البلاد قولهم إنهم سيفكرون في الهجرة في حال انتخاب كوربين.
فيما يقول كوربين وحزب العمال، أكبر حزب معارض في بريطانيا، إنهما يعارضان معاداة السامية. ويضيفان أن الحزب ليس معادياً للسامية كمؤسسة، وأن الشكاوى تتعلق بأقلية صغيرة من الأعضاء، وأن إجراءات التعامل مع مثل هذه الادعاءات تحسّنت في الوقت الحالي.
أما جونسون فتعهد، في وقت سابق، بأنه في حال فوزه بطرح الاتفاق الذي تفاوض بشأنه مع بروكسل على البرلمان قبل أعياد الميلاد بهدف تنفيذ بريكسيت في موعده المحدد في 31 يناير/كانون الثاني.
انتخابات حاسمة
فيما بدأ البريطانيون، الخميس 12 ديسمبر/كانون الأول 2019، الإدلاء بأصواتهم للاختيار ما بين الخروج من الاتحاد الأوروبي بقيادة بوريس جونسون أو تنظيم استفتاء جديد حول بريكست بقيادة جيريمي كوربين، في انتخابات تشريعية مبكرة ستطبع الاتحاد الأوروبي ومستقبل المملكة المتحدة لعقود.
تعد هذه المرة الأولى التي يجري فيها انتخابات برلمانية في شهر ديسمبر/كانون الأول منذ 100 عام، وهي الثالثة في أقل من 5 سنوات بعد انتخابات 2015، و2017.
كما أنه من المقرر أن تبدأ عملية فرز الأصوات مباشرة بعد إغلاق مراكز الاقتراع في الساعة 22:00 (ت.غ)، على أن تُعلن النتائج في الساعات الأولى من صباح الجمعة، وفق "بي بي سي".
فيما يعتبر الخروج من هذا المأزق تحديداً هدف رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون حين دعا إلى هذه الانتخابات التشريعية الثالثة خلال أربع سنوات، آملاً في الحصول على الغالبية المطلقة التي يفتقر إليها لطيّ صفحة هذه المسألة التي تثير شرخاً كبيراً في المملكة المتحدة.