كشف داتوك سيري مجاهد يوسف راوا، الوزير في الحكومة الماليزية، أن مؤتمر قمة كوالالمبور المزمع تنظيمه في شهر ديسمبر لعام 2019، سيكون مِنبراً مهماً لعرض رسالة الإسلام الحقيقة على العالم، بالإضافة إلى حل القضايا المتعلقة بالتطرف والإسلاموفوبيا.
الشهر المنصرم، أعلن رئيس الوزراء الماليزي، مهاتير محمد، أن بلاده ستستضيف قمة إسلامية مصغرة، تضم 5 دول بينها تركيا في ديسمبر/كانون الأول.
مهاتير قال خلال حفل تعريفي بـ"قمة كوالالمبور 2019″، إن القمة التي وصفها بالبداية الصغيرة، ستعقد لتسليط الضوء على مشاكل العالم الإسلامي، واقتراح الحلول لها.
قمة كوالالمبور منبر مهم لنشر رسالة الإسلام الحقيقة
الوزير داتوك سيري مجاهد بصفته المسؤول عن الشؤون الإسلامية، قال إن التطرف أشعل شرارة الأفعال الإرهابية، بزعم أنها منسوبةٌ إلى الدين، مما أدى إلى نشوء الإسلاموفوبيا؛ وهو رهابٌ لا أساس له أدَّى إلى التمييز ضد المسلمين ووصمهم في كل دول العالم وفقاً لتقرير نشرته صحيفةMalay Mail الماليزية.
مجاهد قال إن مؤتمر القمة والذي يأتي تحت شعار "رحمة للعالمين" يهدف إلى إخبار العالم أن الإسلام دينٌ تقدمي وبنَّاء ويريد السلام.
في حواره لوكالة الأنباء الماليزية Bernama قال مجاهد: "يبحث الإسلام عن مساحة لنا لتقليص المُشاحنات، والمسلمون يريدون أن يحيوا كما يريد باقي الناس أن يحيوا، مساهمين في سعادة ورخاء العالم".
مشيراً في نفس الحوار: "هذه الرسالة مهمةٌ للغاية لأنها تعكس النوايا الحقيقة للإسلام.. سنرى ما ستقدمه قمة كوالالمبور للعالم".
بالإضافة إلى بحث آليات لحل مشاكل المسلمين
أما في ما يتعلق بالمشكلات التي تواجه البلدان المسلمة، قال الوزير الماليزي إن أصل "رحمة للعالمين" كان مفيداً وعملياً في حل القضايا بين المسلمين وغير المسلمين أو قضايا المجتمع المسلم، مثل التعامل مع اختلافات المذاهب.
بخصوص تجربة ماليزيا في هذا المضمار أضاف مجاهد أن تجربة ماليزيا في اتخاذ "رحمة للعالمين" سياسةً وطنيةً، تتوازى مع سياسة "مقاصد الشريعة"، يمكن أن تشاركها دولٌ أخرى لينفذوها وفق سياقهم المحلي الخاص.
مضيفاً: "هدف "مقاصد الشريعة" هو الحفاظ على العلاقات بين البشر.. فهي تشمل المجتمع والقانون والعادات والنظام السياسي والوضع الاقتصادي للدولة". مضيفاً أن ذلك كان السبب وراء ترويجه لمفهوم "رحمة للعالمين" دولياً.
أما بخصوص مساعي ماليزيا لخدمة أهداف القمة، في أوقات سابقة، قال مجاهد أنه روَّجَ لهذا المفهوم في جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة، في حوارٍ مع 13 سفيراً من الاتحاد الأوروبي، وفي محاضرة تعريفية بالتعاون مع سفير منظمة التعاون الإسلامي.
وتهدف أيضاً قمة ماليزيا إلى أن تكون منصة للمسلمين حول العالم
في حين أشار مجاهد إلى أن قمة كوالالمبور ليست موجهةً فقط إلى ماليزيا، بل إلى العالم الإسلامي بأسره، إذ سيجتمع فيها قادة العالم الإسلامي لمناقشة حل مشكلات المسلمين.
الوزير الماليزي قال أيضاً إنه بجانب تحليل الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمسلمين، ستكون منصة للمسلمين ليتفكَّروا في أحوالهم ويتغلَّبوا على نقاط ضعفهم.
فيما ستناقش قمة كوالالمبور لعام 2019، المنعقدة في الفترة من 18 إلى 21 ديسمبر/كانون الأول في مركز كوالالمبور للمؤتمرات، القضايا التي تواجه المسلمين اعتماداً على سبعة محاور وهي التنمية والسيادة، والنزاهة والحكم الجيد، والثقافة والهوية، والعدالة والحرية، والسلام، والأمن والدفاع، والتجارة والاستثمار، بالإضافة إلى الإنترنت والحكومة التقنية.
تهدف القمة إلى إحياء الحضارة الإسلامية، ودراسة وإيجاد حلول جديدة وقابلة للتنفيذ للمشكلات التي ضربت العالم الإسلامي، للإسهام في تحسين وضع المسلمين والدول المسلمة لتكوين شبكة عالمية بين قادة العالم الإسلامي والمثقفين والباحثين والمفكرين.
من المتوقع حضور 450 شخصاً تقريباً للمؤتمر، يتنوَّعون بين قادة العالم الإسلامي والمفكرين والمثقفين والباحثين من جميع دول العالم، بقيادة ماليزيا وإندونيسيا وتركيا وقطر وباكستان.