يخطط وزراء داخلية الولايات الألمانية لترحيل اللاجئين السوريين المدانين بارتكاب "جرائم خطيرة" إلى بلادهم، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الألمانية، اليوم الخميس 5 ديسمبر/كانون الأول 2019.
الوكالة أشارت إلى أن وزراء الداخلية في الولايات الألمانية الـ16، أعلنوا أن الترحيل سيقتصر فقط على المدانين بمثل تلك الجرائم، دون غيرهم.
جاءت هذه الخطوة -وفقاً للوكالة الألمانية- "بعد سلسلة من الجرائم الخطيرة، ارتكبها لاجئون يعيشون في البلاد"، وهو ما أثار دعوات من جانب مسؤولين بالائتلاف الحكومي الذي تقوده المستشارة أنجيلا ميركل، لترحيلهم إلى بلدهم.
يُتوقع أن يوافق الوزراء على ذلك القرار رسمياً غداً الجمعة، ليكون سارياً مدة عام، "ما لم يكن هناك تقييم جديد للوضع في سوريا".
وزارة الخارجية الألمانية قالت تعليقاً على تلك الخطط، إنه "لا يعتقد، رغم ذلك، أن هناك حالياً منطقة في سوريا يمكن أن يعود إليها اللاجئون دون أن يكونوا عرضة للخطر".
أضافت الوزارة في تقريرها، أن "العائدين -لا سيما المعروف عنهم أنهم معارضون أو مناوئون للنظام أو الذين يُنظَر إليهم باعتبار أنهم كذلك- يتعرضون مجدداً بشكل متكرر للطرد والعقوبات أو القمع أو تهديد حياتهم بشكل مباشر".
مخاوف على مصير اللاجئين
يأتي ذلك في حين تنقسم المطالب بألمانيا بين داعين إلى ترحيل جزء من اللاجئين والرافضين لذلك، فمقابل جهود الحكومة لإرسال المُدانين إلى بلدهم، ترفض المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان هذا الإجراء.
موقع DW الألماني نقل عن منظمة "برو أزول" المعنيَّة بالدفاع عن حقوق اللاجئين، قولها إنه "بالنظر إلى الوضع الحقوقي المأساوي والوضع العسكري في سوريا، فإن تمديد حظر ترحيل اللاجئين أمر ضروري".
أضافت المنظمة أن المراجعة نصف السنوية لهذا الحظر غير ملائمة، بالنظر إلى "الوضع الهش" في سوريا.
تشير إحصائيات من مكتب الإحصاء الاتحادي في ألمانيا، إلى أن عدد اللاجئين وطالبي اللجوء بلغ حتى نهاية 2018، نحو 1.8 مليون شخص.
أشار المكتب، في وقت سابق، إلى أن نحو 62 بالمئة من الحاصلين على حق الحماية بألمانيا أتوا من ثلاث دول: سوريا (526 ألفاً)، والعراق (138 ألفاً)، وأفغانستان (131 ألفاً).
يُذكر أنه في سبتمبر/أيلول 2014، قررت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، فتح حدود البلاد أمام المهاجرين، ووصل إلى ألمانيا في غضون بضعة أشهر مئات الآلاف من الأشخاص الذين تقدموا بطلب الحصول على وضع لاجئ؛ وهو ما أدى إلى أزمة هجرة لم تشهد القارة العجوز مثلها من قبل.