وصلت إلى مدينة بيت لحم، السبت 30 نوفمبر/تشرين الأول 2019، قطعة خشبية أثرية من الفاتيكان، يُقال إنها من المزود (المهد) الذي وُضع فيه السيد المسيح رضيعاً بعد ميلاده، لتدشن بذلك احتفالات عيد الميلاد هذا العام.
كانت القطعة الخشبية التي لا يزيد طولها على سنتيمترات معدودة، محفوظة بكنيسة سانتا ماريا ماجوري في روما، وتم تسليمها قبل أيام إلى راعي كنيسة بيت لحم، الذي وصفها بأنها منحت "شرفاً كبيراً للمؤمنين والحجاج بالمنطقة".
على الرغم من أن مصدر هذه القطع القديمة تحيطه الشكوك في كثير من الأحيان، فإنها تحظى بقدسية بين المسيحيين، خاصةً قوافل الزائرين التي تمر من المدخل الحجري الضيق في كنيسة المهد، لزيارة الكهف الذي شهد ميلاد المسيح والذي يمثل الجزء الأهم من هذه الكنيسة، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
بحسب الرواية المسيحية، وُلد المسيح في مِزود بحظيرة لجأ إليها والداه في بيت لحم، وقطعة المزود من الخشب يبلغ عرضها نحو سنتيمتر واحد وطولها 2.5 سم، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
فرانشيسكو باتون، حارس الأرض المقدسة بالكنيسة الكاثوليكية، قال إن "تاريخ هذا الأثر يعود إلى أكثر من ألفي عام"، مضيفاً: "اليوم بعد نحو 1379 سنة، عاد جزء من المِزود إلى الأراضي المقدسة، وسيبقى في مدينة بيت لحم إلى الأبد".
قبل نقل القطعة إلى بيت لحم، عُرضت على الجمهور في مركز نوتردام بالقدس يوم الجمعة الماضي، وحيّا موكب من الفرق الراجلة الأثر لدى وصوله إلى بيت لحم، ثم وُضع داخل كنيسة القديسة كاترينا المجاورة لكنيسة المهد في ميدان المِزود.
روت ساندي شاهين (32 عاماً)، مشاهدتها للقطعة، وقالت إنها "قطعة صغيرة، وكنا نعتقد أنها ستكون قطعة أكبر"، مضيفةً: "عندما سمعنا أن المزود عائد ظننا أنه سيكون كله، لكن بعد ذلك رأيناها".
مع حلول المساء، بدأ احتفال إضاءة شجرة عيد الميلاد مع تجمُّع المئات في ساحة المِزود؛ ابتهاجاً ببدء موسم الإجازات.
خلال الفترة التي تسبق عيد الميلاد الذي يوافق 25 ديسمبر/كانون الأول، عادةً ما تزدحم بيت لحم، الواقعة في الضفة الغربية المحتلة، بالزائرين، ويُتوقع أن يتخطى عدد الزوار 3 ملايين مع نهاية 2019، وفقاً لوزيرة السياحة الفلسطينية رولا معايعة.
ويشكل المسيحيون واحداً في المئة من الفلسطينيين بالضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.