أفادت وسائل إعلام عراقية أن رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي سلم استقالته رسمياً إلى البرلمان، السبت 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، للتنحي عن منصب رئاسة الوزراء، بعد احتجاجات دامية اجتاحت عموم العراق.
عادل عبدالمهدي كان قد أعلن الجمعة، 29 نوفمبر/تشرين الثاني، نيته تقديم استقالته للبرلمان، وهو القرار الذي خرج على إثره آلاف العراقيين للميادين من أجل الاحتفال، خاصة وأن مطلبهم الأساسي منذ بداية الاحتجاجات كان رحيل النخبة السياسية الحاكمة.
البرلمان العراقي الذي سينظر في استقالة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، من المنتظر أن يعقد الأحد 1 ديسمبر/كانون الأول، جلسة طارئة من أجل قبول الاستقالة أو رفضها، وتشير جميع المؤشرات إلى قبول البرلمان لتنحي عبدالمهدي.
استقالة عبدالمهدي للبحث عن مخرج سياسي للأزمة
قال عبدالمهدي، في بيان الجمعة، إنه "استجابة لهذه الدعوة وتسهيلاً وتسريعاً لإنجازها بأسرع وقت، سأرفع إلى مجلس النواب الموقر الكتاب الرسمي بطلب الاستقالة من رئاسة الحكومة الحالية ليتسنى للمجلس إعادة النظر في خياراته".
وأضاف: "الداني والقاصي يعلمان أنني سبق أن طرحت هذا الخيار علناً وفي المذكرات الرسمية، وبما يحقق مصلحة الشعب والبلاد".
فيما تحدثت "سكاي نيوز" عن استقالة مدير مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد الهاشم.
في وقت سابق، دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني، خلال خطبة بمدينة كربلاء، البرلمان إلى "إعادة النظر في مساندة الحكومة من أجل عدم جر البلد إلى الفوضى".
كان عبدالمهدي يرفض الاستقالة رغم استمرار وتيرة التظاهرات، ويشترط أن تتوافق القوى السياسية أولاً على بديل له، محذراً من أن عدم وجود بديل "سلس وسريع" سيترك مصير العراق للمجهول.
عبدالمهدي يبرر استقالته
من جهته، قال رئيس الحكومة العراقية، عادل عبد المهدي، السبت، إنه قدم استقالته إلى مجلس النواب (البرلمان)؛ لنزع فتيل أزمة الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأضاف عبد المهدي أن "الحكومة ستستمر في ممارسة مهامها لحين قبول مجلس النواب الاستقالة" و"في حال قبول الاستقالة فستكون الحكومة الحالية حكومة تصريف أعمال"، حسب كلمة مسجلة ألقاها في وقت سابق خلال جلسة طارئة للحكومة بثها التلفزيون الرسمي.
ودعا البرلمان إلى اختيار بديل سريع للحكومة في حال الموافقة على قبول الاستقالة، معربا عن أمله بأن لا يطول وضع تصريف الأعمال بعد الاستقالة رسميا.
وبشأن الجدل الدائر حول إن كان يجب أن يقدم استقالته إلى رئيس الجمهورية أم البرلمان، قال عبد المهدي: إنه قدم استقالته للبرلمان بعد استشارة رئيس المحكمة الاتحادية.
مئات القتلى وآلاف الجرحى في احتجاجات العراق
وقد وصل عدد الضحايا في احتجاجات العراق، ليوم الخميس 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، إلى 46 شخصاً فيا أصيب أكثر من 600 آخرين، إذ قتل 13 شخصاً في النجف وأصيب 300، بينما قُتل 32 في ذي قار وبلغ عدد الجرحى 300 على الأقل.
ومنذ بدء الاحتجاجات في العراق، سقط 393 قتيلاً على الأقل و15 ألف جريح، وفق إحصاء أعدته الأناضول، استناداً إلى أرقام لجنة حقوق الإنسان البرلمانية، ومفوضية حقوق الإنسان (رسمية تتبع البرلمان)، ومصادر طبية وحقوقية.
وطالب المحتجون في البداية بتأمين فرص عمل وتحسين الخدمات ومحاربة الفساد، قبل أن تتوسع الاحتجاجات بصورة غير مسبوقة، وتشمل المطالب رحيل الحكومة والنخبة السياسية المتهمة بالفساد.