تجددت المظاهرات بعدة مدن جزائرية، في الجمعة الـ41 للحراك الشعبي، رفضاًً لإشراف رموز نظام الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة على انتخابات الرئاسة، ولـ "التدخل الأجنبي" في الأزمة.
في حين خرج قائد أركان الجيش الجزائري، قايد صالح، بتصريح مسجل، قال فيه إن الجيش لن يدعم أي مرشح للانتخابات الرئاسية.
وخرج آلاف بعد صلاة الجمعة، 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، إلى الساحات والشوارع بعدة مدن، في مقدمتها الجزائر العاصمة وأخرى مثل وهران (غرب) وقسنطينة (شرق)، للمرة الـ41 على التوالي، منذ انطلاق الحراك الشعبي المطالب بتغيير النظام في 22 فبراير/شباط الماضي.
جمعة "رفض الانتخابات والتدخل الأجنبي"
وحسب مراسل الأناضول، حافظ الحراك الشعبي على زخمه مع دخول شهره العاشر، وكانت الشعارات الغالبة رافضة لإشراف رموز النظام السابق على انتخابات الرئاسة المقررة في 12 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
ومن الشعارات المرفوعة: "إنه ليس حراك العرب ضد القبائل (الأمازيغ)، أو الإسلاميين ضد العلمانيين، أو الشعب ضد الجيش، وإنما حراك الجزائريين ضد نظام فاسد، من أجل جزائر للجميع"، وﻻ"لن أنتخب ضد بلادي"، في حين رفع متظاهر لافتة عليها صور مرشحي الرئاسة الخمسة، مرفقة بعبارة: "لن يكون مستقبلي مع هؤلاء".
في المقابل، يؤكد داعمو الانتخابات أنها "حتمية" لتجاوز الأزمة الراهنة ضمن الإطار الدستوري، بسبب التهديدات الأمنية والاقتصادية التي تتربص بالبلاد، حيث شهدت البلاد خلال الأيام الأخيرة، خروج مسيرات داعمة لها بعدة مدن.
كما رفعت شعارات رافضة لـ "التدخل الأجنبي" في الأزمة، بعد يوم واحد من تصويت البرلمان الأوروبي على لائحة حول الأزمة الجزائرية، ندد فيها بما سماه "انتهاكات لحقوق الإنسان وحرية المعتقد في البلاد".
ومن هذه الشعارات: "الأحرار ضد التدخل الأوروبي سواء الرسمي أو غير الرسمي.. التضامن الحقيقي يكون بين الشعوب المظلومة"، و "لا وصاية داخلية أو خارجية على خيار الشعب".
وخلفت اللائحة الأوروبية موجة رفض رسمي وسياسي في البلاد، ووصفتها الخارجية الجزائرية، الخميس، بـ "الوقاحة"، وهددت بمراجعة علاقاتها مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي.
كما خُصصت خطب الجمعة في عدة مساجد بالبلاد للتنديد بمحاولات التدخل في الشأن الداخلي من البرلمان الأوروبي، والتحذير من تبعاتها، كما لاحظ مراسل الأناضول وتناقلته وسائل إعلام محلية وشبكات التواصل الإجتماعي.
والخميس، أعلن الاتحاد العام للعمال الجزائريين (أكبر تنظيم نقابي في البلاد) تنظيم مسيرة بالعاصمة، السبت، لإعلان رفض التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي للبلاد.
الجيش "لن يساند" أي مرشح للرئاسيات
وبالتزامن مع المظاهرات، نشرت وزارة الدفاع الجزائرية تسجيلاً مصوراً لقائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، تضمَّن كلمة له في اجتماع مغلق لقادة عسكريين، يقول فيه: "نحن نسيّر هذه الأزمة منذ 9 أشهر، هذا ليس بالأمر الهين ودون سقوط قطرة دم واحدة"، داعياً الشعب إلى "اختيار الرئيس القادم القادر على قيادة البلاد".
وقال قايد صالح: "تعهدنا ولا رجعة في ذلك، قلنا لن نساند أي مترشح، والشعب هو من يختار وهو المسؤول عن اختيار الرئيس الجديد القادر على قيادة الجزائر".
وتابع: "تعهدت أمام الله وسأبقى على عهدي، بأن أكون في خدمة الشعب (..)، نحن نسيّر هذه الأزمة منذ 9 أشهر (الحراك انطلق في 22 فبراير/شباط الماضي)، هذا ليس بالأمر الهين ودون سقوط قطرة دم واحدة".
وتستعد الجزائر لإجراء انتخاباتها الرئاسية في 12 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وذلك بالتزامن مع تواصل الحراك الشعبي، الذي انطلق قبل تسعة أشهر ودون انقطاع، وأطاح ببوتفليقة في أبريل/نيسان الماضي.
وتجرى الانتخابات وسط انقسام في الشارع، بين داعمين لها، يعتبرونها حتمية لتجاوز أزمة دامت شهوراً، ومعارضين يطالبون بتأجيلها بدعوى أن "الظروف غير مواتية لإجرائها في هذا التاريخ"، وأنها طريقة فقط لتجديد النظام لنفسه.