تراجعت معدلات المواليد في الولايات المتحدة مرة أخرى في العام 2018، للسنة الرابعة على التوالي، إلا أن الكثافة السكانية للولايات المتحدة في العموم لم تتراجع، والسبب في ذلك الهجرة التي ترفضها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتكشف البيانات أن عدد مواليد عام 2018 في الولايات المتحدة كان 3,791,712 مولوداً، وهذا يعني أن حوالي 59.1 حالة ولادة بين كل ألف امرأة في الولايات المتحدة تتراوح أعمارهن بين 15 و44 عاماً، وفقاً لما ذكرته مجلة Newsweek الأمريكية، الأربعاء 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
ولادات أكبر للمهاجرين
وتمثل هذه الإحصائية انخفاضاً غير مسبوق في المواليد بالبلاد، وبينما تراجع معدل المواليد 3% بالنسبة للنساء المكسيكيات في الولايات المتحدة في عام 2018، ارتفع بنسبة 1% بالنسبة للنساء اللاتي ترجع أصولهن إلى بورتوريكو وأمريكا الشمالية والوسطى.
وتنتظر النساء أيضاً لفترة أطول قبل الإنجاب في أمريكا، فخلال العام 2017، كان متوسط عمر النساء اللاتي يلدن للمرة الأولى هو 26.9 عام، وارتفع هذا المتوسط في عام 2018.
وأشار تقرير جديد صادر عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أمريكا، إلى أن "الزيادة في متوسط العمر في عام 2018 تعكس جزئياً انخفاض (حالات) الولادة الأولى بين النساء في فترة المراهقة والعشرينيات من عمرهن، وزيادة في الولادة الأولى في أعمار الثلاثينيات والأربعينيات".
لكن بعض النساء من أصل إسباني يلدن أول طفل لهن مبكراً، فالنساء المكسيكيات يلدن الطفل الأول عند متوسط عمر 24.4 عام، بينما تلد النساء من بورتوريكو الطفل الأول عند متوسط عمر 24.8 عام.
من بين كل المواليد المسجلة بين النساء المهاجرات في عام 2018، نصفها كان من أصل إسباني، بينما زادت المواليد من النساء ذات الأصل الآسيوي لتصل إلى 24% في العام نفسه، وهي زيادة بنسبة 5% من عام 2000.
وشكلت مواليد النساء من أصحاب البشرة الداكنة 11% من إجمالي عام 2018، وفقاً لمركز بيو للأبحاث.
زيادة سكانية
ومع ذلك، ما زال إجمالي معدل الخصوبة في الولايات المتحدة أقل من القدر الكافي لاستبدال الجيل، وفقاً للمجلة الأمريكية.
وقال كيفن دودي من مركز المساعدة على الإنجاب في ولاية تكساس في حديث له مع مجلة New Scientist الأمريكية في عام 2018: "سمحت الهجرة بزيادة عدد السكان بمعدل صحي"، مضيفاً: "دون هذا، لتقلص عدد السكان، وزادت نسبة كبار السن فيها، وهو ما نراه في أماكن مثل اليابان".
من المتوقع أن تدخل اليابان في فترة تراجع للتعداد السكاني، وأن تصل نسبة كبار السن فيها إلى شخص من بين كل ثلاثة أشخاص قبل حلول عام 2036.
بينما سيقل التعداد السكاني لليابان الذي يصل الآن إلى حوالي 127 مليون نسمة، ليصبح أقل من 100 مليون نسمة قبل عام 2049.
وكل مواليد الفترة بين عام 1946 وحتى عام 1964 سيتجاوزون عمر 65 عاماً في عام 2030، مما يعني أن شخصاً من بين كل 5 أمريكيين سيكون في سن التقاعد.
وبحلول عام 2060، من المتوقع أن يكون متوسط عمر سكان الولايات المتحدة 43 عاماً مقارنة بالمتوسط الحالي وهو 38عاماً.
وبينما يحافظ المهاجرون على حجم سكان الولايات المتحدة، تتخذ إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياسة متشددة حيال الهجرة، فخلال يوليو/تموز الماضي شنت السلطات الأمريكية عمليات على نطاق ضيق لاعتقال أسر المهاجرين التي لا تحمل وثائق، وذلك ضمن خطة ترامب لترحيل آلاف المهاجرين.
وتقول الجماعات المدافعة عن حقوق المهاجرين، إن التهديد الوشيك للمهاجرين الذين لا يملكون وثائق يضر بمجتمعاتهم وبالاقتصاد الأمريكي، إذ إنه يجبر البالغين على التغيب عن العمل، والأطفال على عدم الذهاب إلى المدرسة خشية القبض عليهم.