قال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي، آدم شيف، إن الوقائع المنسوبة للرئيس دونالد ترامب بخصوص أوكرانيا أخطر بكثير مما فعله الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون.
رئيس لجنة عزل ترامب يتهم الرئيس الأمريكي بسوء استخدام السلطات
جاء ذلك في ختام جلسات استماع ماراثونية عقدت الجمعة 22 نوفمبر/تشرين الثاني، في الكونغرس، بخصوص قضية مساءلة ترامب بغية عزله بتهمة إساءة استخدام السلطة خدمة لمصلحته الانتخابية.
ونقلت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية عن شيف، وهو نائب ديمقراطي يرأس لجنة التحقيق الرامي إلى عزل الرئيس الأمريكي، قوله إن "إساءة استخدام ترامب للسلطة واضحة، وهي على نطاق أكثر خطورة من فضيحة "ووترغيت" التي أدت في نهاية المطاف إلى عزل الرئيس نيكسون (حكم من 1969 إلى 1974).
وتعتبر "ووترغيت" أكبر فضيحة سياسية في تاريخ الولايات المتحدة، حيث قام الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون بالتجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس في مبنى ووترغيت.
وانفجرت أزمة سياسية في الولايات المتحدة في 17 يونيو/حزيران 1972، عقب إلقاء القبض على خمسة أشخاص بمقر الحزب الديمقراطي في واشنطن، أثناء نصبهم أجهزة تسجيل مموهة، حيث توجهت أصابع الاتهام لـ"نيكسون"، استقال على إثرها وتمت محاكمته.
ويعتبر أن ما قام به، أفظع من فضيحة نيكسون "ووترغيت"
وقد قال آدم شيف إن "الفرق بين ذلك الحين والآن لا يكمن في الفرق بين نيكسون وترامب، وإنما بين ذاك الكونغرس وكونغرسنا هذا".
وتابع: "لهذا نسأل الآن أين أولئك الأشخاص الذين يرغبون في الذهاب بعيداً عن حزبهم والنظر في واجبهم".
ومضى قائلاً: "ما رأيناه هنا أكثر خطورة بكثير من عملية اقتحام مقر الحزب الديمقراطي"، في إشارة إلى عملية التجسس التي تسببت في إقالة نيسكون.
وأضاف شيف: "ما نتحدث عنه هنا هو حجب المساعدات العسكرية عن حليف في حرب (في إشارة لأوكرانيا)"، معتبراً أن هذا الأمر "يتجاوز كل ما قام به نيكسون".
ويقول الديمقراطيون إن ترامب أساء استخدام سلطته الرئاسية بالضغط على أوكرانيا ليفتح تحقيقاً ضد أحد الخصوم السياسيين.
فيما اتهم سفير أمريكا في الاتحاد الأوروبي، ترامب باستخدام نفوذه الخاص
حيث قال غوردون سوندلاند سفير الولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي، إن "الرئيس دونالد ترامب سعى لاستخدام نفوذه لتحقيق مصالح سياسية شخصية".
وأضاف سوندلاند، في شهادته أمام لجنة الاستخبارات بمجلس النواب ضمن التحقيق بشأن عزل ترامب، إن الرئيس الأمريكي "أعد مخططاً للضغط على أوكرانيا من أجل فتح تحقيق يتعلق بخصمه السياسي جو بايدن".
وتابع قائلاً "نحن نتبع أوامر الرئيس"، مضيفاً، أن ترامب "قاد حملة ضغط على أوكرانيا بمشاركة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبو ونائب الرئيس مايك بنس".
وأوضح: "كانت هناك مقايضة واضحة على جعل المساعدات العسكرية لأوكرانيا مرهونة بقيام الرئيس فولوديمير زيلانسكي يفتح تحقيق بشأن بايدن".
يشار إلى أن سوندلاند من الأسماء البارزة التي وردت في التحقيق الذي يجريه مجلس النواب بشأن ترامب.
ويعود أساس القضية إلى محادثة هاتفية في 25 يوليو/تموز 2019 طلب ترامب خلالها من نظيره الأوكراني أن "يهتم" بأمر جو بايدن نائب الرئيس الديمقراطي السابق الذي يواجه ترامب في السباق إلى البيت الأبيض عام 2020.
وفي محادثة هاتفية أخرى جرت في 25 يوليو/تموز الماضي، ونشر البيت الأبيض محضرها، طلب ترامب فعلاً من زيلينسكي "التدقيق" بشأن جو بايدن، ونجله هانتر.
ويُشتبه في أن الرئيس ترامب ربط حينها مسألة صرف مساعدات عسكرية بقيمة 400 مليون دولار يفترض أن تتسلمها أوكرانيا بإعلان كييف أنها ستحقق بشأن نجل بايدن الذي عمل بين عامي 2014 و2019 لدى مجموعة "غاز بوريسما" الأوكرانية.
ونتيجة التحقيقات، اضطر البيت الأبيض لنشر نص مكالمة ترامب ورئيس أوكرانيا
حيث نشر البيت الأبيض، الجمعة، 15 نوفمبر/تشرين الثاني نص مكالمة أخرى جرت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الأوكراني فلودومير زيلينسكي، وذلك وسط استمرار جلسات الاستماع في الكونغرس حول عزل ترامب.
ولم يتم ذكر نائب الرئيس السابق والمرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن، في نص هذه المكالمة، بحسب موقع "الحرة" الأمريكي.
وأوضح البيت الأبيض، في بيان له، إن النص، مذكرة وليس نصاً دقيقاً للمحادثة، التي جرت في 21 أبريل/نيسان.
وذكر البيان، أن "محادثة ترامب وزيلينسكي، جرت من على متن الطائرة الرئاسية الأمريكية".
وأضاف أن "ترامب لم يتطرق للقضايا السياسية في المكالمة مع زيلينسكي".
وهذه المكالمة التي تمت في أبريل/نيسان الماضي، الأولى بين ترامب وزيلينسكي، وفيها يهنئ ترامب نظيره الأوكراني بانتخابه.
ويتّهم الديمقراطيون ترامب باستغلال سلطاته الرئاسية بطلبه من نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فتح تحقيق بحق نائب الرئيس السابق جو بايدن، المرشّح الديموقراطي الأوفر حظاً لمواجهته في الاستحقاق الرئاسي الذي سيجرى العام المقبل.
وأثار هذا الاتصال شبهات لدى العديد من المسؤولين وأجهزة الاستخبارات إلى درجة أن مخبراً من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) قرر إطلاع المسؤولين عليه، وهو ما فجر القضية.
ويتّهم الديمقراطيون ترامب بأنه حجب مساعدة عسكرية تبلغ حوالي 400 مليون دولار مخصصة لكييف، وربط الأمر بدعوة يمكن توجيهها إلى الرئيس الأوكراني إلى البيت الأبيض.
ويرفض ترامب تلك الاتهامات ويقول إنها "حملة مطاردة" ومحاولة "انقلاب ضده"، ويتوعد بالانتقام من الديمقراطيين بانتخابات العام المقبل.