كشفت روسيا تفاصيل عن غارات شنّتها طائرات إسرائيلية في سوريا، وأرادت موسكو من خلالها إحراج تل أبيب، وذلك بعدما ندَّد الجانب الروسي بالضربات التي استهدفت مواقع لحليفه بشار الأسد، وقوات إيرانية.
والتفاصيل التي تحدثت عنها وزارة الخارجية الروسية هذا الأسبوع، تتعلق بأربع غارات نفَّذها الجيش الإسرائيلي خلال الأيام العشرة الأخيرة، وقالت موسكو إن إسرائيل استخدمت المجال الجوي الأردني لتنفيذ واحدة من تلك الغارات، بحسب ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرنوت"، اليوم الخميس.
والغارة الجوية الأولى التي ذكرتها وزارة الخارجية الروسية كانت يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، واستهدفت منزل نائب زعيم حركة الجهاد الإسلامي، أكرم العجوري، في حي المِزة بدمشق.
وكان العجوري قد نجا من محاولة الاغتيال، بينما قُتِلَ ابنه وشخصٌ آخر وأُصيبَ 10 آخرون.
ووفقاً لوكالة الأنباء الرسمية في سوريا فإن المقاتلات الإسرائيلية حلَّقت فوق منطقة الجليل وأطلقت ثلاثة صواريخ باتجاه دمشق، مضيفةً أن "أنظمة الدفاع الجوي السورية تمكنت من اعتراض الصواريخ وتدميرها، قبل أن تضرب أهدافها. بينما أُطلِقَ صاروخان آخران على منزل العجوري".
ونقلت وزارة الخارجية الروسية، عن الوكالة السورية، أن الهجمات أسفرت عن مقتل وإصابة مدنيين سوريين وتسببت في أضرار هائلة للممتلكات والمباني.
غارة شرق سوريا
وذكرت وزارة الخارجية الروسية أيضاً، أن إسرائيل استهدفت منطقة البو كمال بالقرب من الحدود السورية العراقية، يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
ووفقاً لوزارة الخارجية الروسية، فقد اخترقت المقاتلات الإسرائيلية المجال الجوي العراقي والأردني لتنفيذ ذلك الهجوم، بحسب قولها.
وأضافت الوزارة الروسية أنه في اليوم التالي، أطلقت إسرائيل صواريخها على أهداف تبعد 18 كيلومتراً عن جنوب العاصمة السورية، ووصل صوت الانفجارات إلى مطار دمشق.
وزعم الروس أن إسرائيل شنَّت هذا الهجوم بعد إطلاق قذائف على مرتفعات الجولان في الجزء الذي تحتله إسرائيل، ومصدرها من الأراضي السورية.
قصف على ضواحي دمشق
وفي يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، شنَّت إسرائيل ضربات جوية استخدمت فيها 40 صاروخاً من طراز كروز، على أهدافٍ في ضواحي دمشق.
وقالت إسرائيل إن هذا الهجوم جاء رداً على الصواريخ الأربعة التي أُطلقت على مرتفعات الجولان، واعترضها نظام الدفاع الإسرائيلي المضاد للصواريخ (القبة الحديدية).
ومن بين أهدافٍ أخرى، هاجمت القوات الجوية الإسرائيلية نقاط ارتكاز لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، فضلاً عن بطاريات مضادة للطائرات التي أطلقت صواريخ أرض جو، في محاولة لإسقاط طائرات القوات الجوية الإسرائيلية.
وقالت روسيا إنه بسبب هذا الهجوم "قُتِلَ وأُصيبَ 10 سوريين بين جنود ومدنيين على الأقل". مضيفاً أن تلك الأحداث تتسبَّب في سخطٍ وقلق كبيرين في موسكو.
وأضافت: "حتى الآن، أدَّت تصرُّفات إسرائيل إلى زيادة التوترات واحتمالية نشوب صراع حول سوريا وتعرقل جهودنا التي تهدف إلى السيطرة على الوضع وتحقيق الاستقرار والحل السياسي في سوريا".
وتأتي الغارات الإسرائيلية المُكثفة على سوريا خلال الفترة الماضية، وسط أزمات تعيشها كل من تل أبيب التي تواجه صعوبة في تشكيل حكومة جديدة، واحتمال إدانة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بقضايا فساد، وإيران التي اشتعلت في عشرات المدن فيها مظاهرات ضد الحكومة بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، ولبنان حيث يوجد فيه حليفه حزب الله حليف إيران، وتوجه إليه اتهامات بالمسؤولية في تدهور الوضع المعيشي والاقتصادي للبنانيين.
ولا يستبعد مراقبون اندلاع مواجهة عسكرية بين إيران وإسرائيل، لاسيما أنها في حال اندلعت فإنها قد تُجنب نتنياهو المحاكمة فيما إذا تمت إدانته بالفعل، كما أنها قد تمثل سبباً رئيسياً في تهدئة الاحتجاجات بإيران، بعد أيام من فشل السلطات بوضع حد لها.