الطبيب: "المريض يحتاج إلى نقل دم، نريد فصيلة دم O فوراً"؛ ربما لم تمر بالموقف على أرض الواقع، ولكن حتماً شاهدته في عمل فني؛ أو قرأت على مواقع التواصل دعوات للتبرع بالدم. ولكن، هل تساءلت من قبل لماذا لا يمكن التبرع بالدم من أي شخص؟ وما الذي سيحدث لو تلقى المريض دماً من غير فصيلة؟
في البداية، لنتعرف على الاختلافات بين فصائل الدم، وما الذي يميز فصائل الدم المختلفة.
ما هي فصائل الدم؟
هناك 8 أنواع من فصائل الدم المختلفة وهي، A+، وA-، وB+، وB-، وO+، وO-، وAB+، وAB-.
تتميز الفصائل عن بعضها بالمستضدات والأجسام المضادة، ولفهم الأمر بشكل أوضح، يجب أن نعلم أن الدم يحتوي على خلايا دم حمراء وبلازما.
تحمل خلايا الدم الحمراء مستضدات معينة وظيفتها شن هجوم كلما شعرت بجسم غريب.
وتحتوي كل فصيلة دم على مستضدين أحدهما المستضد H وهو موجود في كل الفصائل، والآخر مستضد محدد لنوع الفصيلة (A أو B). أما البلازما فتحتوي على أجسام مضادة للحفاظ عليها.
تحتوي كل فصيلة دم على فئة مختلفة من المستضدات وفئة مختلفة من الأجسام المضادة، وتتميز كالتالي:
– فصيلة الدم A: مستضد A وأجسام مضادة B
– فصيلة الدم B: مستضد B وأجسام مضادة A
– فصيلة الدم AB: مستضدات A وB
– فصيلة الدم O: أجسام مضادة A وB
أما بالنسبة للموجب + والسالب – التابعة لكل نوع من فصائل الدم فيحددها عامل RH، وهو بروتين على سطح خلايا الدم الحمراء يزيد من تميز فصائل الدم، لتصبح 8 فصائل.
إمكانية المنح والاستقبال لفصائل الدم المختلفة
بعد أن تعرفنا على فصائل الدم وتنوعها، فقد تظن الآن أن كل فصيلة تعطي وتستقبل من نفس نوعها فقط، ولكن الأمر ليس بهذه البساطة.
ففصيلة الدم O يمكنها منح جميع الفصائل، ولكن لا تستقبل إلا من فصيلة O مثلها، ولذا تعرف بالمتبرع العالمي. وهذا عكس ما يحدث مع الفصيلة AB+ المعروفة بالمستقبل العالمي.
ونوضح هنا الفصائل المانحة والمستقبلة بالتفصيل:
ماذا يحدث عند استقبال فصيلة دم مختلفة؟
إذا تم منح شخص دماً غير متوافق مع فصيلته، يتعامل الجهاز المناعي مع خلايا الدم الجديدة كما لو كانت غزاة، ومن ثم يهاجمها.
تختلف الاستجابة المناعية بين الأفراد بشكل كبير اعتماداً على الصحة والعوامل الوراثية، وتحدث الاستجابات المناعية على ثلاث مراحل:
– اكتشاف الجهاز المناعي لمادة المستضد الغريبة
قد تدخل خلايا الدم الحمراء من شخص ما في الدورة الدموية لشخص آخر بطريقتين مختلفتين، إما عن طريق نقل الدم أو الحمل.
سوف تظهر كرات الدم الحمراء غريبة إذا كانت تحتوي على مستضدات غير موجودة على كرات الدم الحمراء الخاصة بالمريض.
– علاج الجهاز المناعي للمستضد
عندما تصادف الخلايا البلعمية مستضداً، فإنها تبتلعه وتهضمه، ثم تعرض شظايا المستضد على سطح الخلية مع بروتين MHCII.
ترتبط الخلية المساعدة T بالمستضد/ MHCII على البلاعم، وتتفاعل الخليتان. تفرز البلاعم السيتوكينات لتحفيز الخلايا T، والتي بدورها تفرز السيتوكينات لتحفيز نمو وإنتاج المزيد من الخلايا T.
الخلية المساعدة T، التي يتم تنشيطها، تترك لتنشيط نوع ثالث من الخلايا، وهي الخلية B. يتم تحفيز الخلايا B الموجودة بواسطة الخلايا T لتنمو وتنقسم وتنتج خلايا ابنة متطابقة وراثياً.
بعض خلايا الابنة تصبح خلايا بلازما تنتج أجساماً مضادة خاصة بالمستضد الذي حفز إنتاجها.
– استجابة الجهاز المناعي لإزالة المستضد
في حالة وجود مستضد كريات الدم الحمراء الأجنبية، ترتبط الأجسام المضادة الموجودة من قبل بالمستضد، مطلية كرات الدم الحمراء المانحة.
مصير كرات الدم الحمراء غير المتوافقة يقع إلى حد كبير في أيدي البلاعم في الكبد أو الطحال، حيث يتم إزالة الخلايا المطلية بالأجسام المضادة من الدورة الدموية والبلعمة.
يساعد على الأمر عملية البلعمة عن طريق البلاعم التي لها مستقبلات تربط الأجسام المضادة ومستقبلات أخرى تربطها تكمل الشظايا.
لذلك، يتم إتلاف كرات الدم الحمراء غير المتوافقة بسرعة بعد ربط الأجسام المضادة.
لذا، عند نقل دم غير موافق، يحدث تفاعل نقل الدم الانحلالي على الفور أو خلال عدة أيام، ويتم تدمير خلايا الدم البيضاء غير المتوافقة، وكذلك الصفائح الدموية غير المتوافقة.
في هذه الحالة لا يكون نقل الدم عديم الفائدة فقط، ولكن التنشيط الهائل المحتمل لجهاز المناعة ونظام التخثر يمكن أن يسبب الصدمة، والفشل الكلوي، وانهيار الدورة الدموية، والموت.
أعراض وعلاج نقل الدم غير المتوافق
غالباً ما تكون الأعراض الناتجة عن تفاعلات نقل الدم غير المتوافق متشابهة، وتبدأ في غضون بضع دقائق من تلقي الدم، وتشمل الحمى، والقشعريرة، وصعوبة التنفس، وآلام العضلات، والغثيان، وألم الصدر، والدم في البول، واليرقان.
أما عن العلاج، فقد يحاج المصاب إلى الانتقال لوحدة العناية المركزة، ويكون الهدف من العلاج منع تخثر الدم، ومنع الفشل الكلوي، والحفاظ على ضغط الدم طبيعياً.