أفاد تقرير حديث، نُشر الأربعاء 13 نوفمبر/تشرين الثاني، بأن مدن الغرب الأوسط الأمريكي تأتي في طليعة المدن التي توفر الفرص لمجتمعات المهاجرين، فيما تمثل شيكاغو مثلاً يحتذى به.
فقد أصدر اتحاد الاقتصاد الأمريكي الجديد، وهو اتحاد بحثي من كلا الحزبين متخصص في الإصلاح الشامل لشؤون الهجرة، مؤشره السنوي الثاني للمدن، الذي يقيّم مدى دعم أكبر 100 مدينة للمهاجرين. وقد احتلت شيكاغو هذا العام المرتبة الأولى، تليها تشولا فيستا وكالي وجيرسي سيتي وسان فرانسيسكو. ونشرت صحيفة USA TODAY أبرز ما تناوله التقرير.
وقالت عمدة شيكاغو لوري لايتفوت في بيان: "نحن فخورون للغاية بأن شيكاغو قد صُنِّفت باعتبارها المدينة الأكثر ترحيباً بالمهاجرين واللاجئين في أمريكا. فهذا التصنيف يعكس العمل الدؤوب والمتفاني للعديد من المسؤولين العموميين وأفراد المجتمع في مدينتنا، الذين اصطفوا للوقوف والنضال من أجل حقوق المهاجرين واللاجئين، بغض النظر عن التكلفة".
وأطلق مايكل بلومبرغ وروبرت مردوخ وغيرهم من مديري الشركات، اتحاد "الاقتصاد الأمريكي الجديد" عام 2010 ليكون تحالفاً متخصصاً في إعادة صياغة إصلاح شؤون الهجرة كحل لإصلاح وتحفيز الاقتصاد الأمريكي. ويهدف التحالف إلى تأمين الحدود ومنع الهجرة غير الشرعية، وخلق المزيد من فرص العمل للمهاجرين، للانضمام إلى القوى العاملة الأمريكية، وتمهيد الطريق للوضع القانوني لجميع المهاجرين غير المسجلين.
ويستخدم المؤشر السنوي للتحالف 51 عنصراً لتحديد مدى نجاح المدن في خلق بيئات تساعد المهاجرين على النجاح، بما في ذلك آليات استخدام اللغة في المدينة، ومعدلات التوظيف وتمليك المنازل وغير ذلك.
وقال أندرو ليم، مدير البحث الكمي في اتحاد "الاقتصاد الأمريكي الجديد"، إن شيكاغو احتلت الصدارة هذا العام، لأن المدينة وفَّرت بيئة قانونية شاملة وتبنَّت سياسات تدعم المهاجرين غير المسجلين والمستفيدين من برنامج "الإجراء المؤجل للقادمين في مرحلة الطفولة". ومع ذلك، فشلت شيكاغ مثل غيرها من المدن الكبرى في إتاحة الحصول على السكن بأسعار معقولة والمساواة في الدخل.
يُشكل المهاجرون أكثر من خُمس سكان شيكاغو، حسب تقديرات المدينة. وفي عام 2016، كان المهاجرون يشكلون ما يقرب من رُبع القوة الشرائية بين سكان المدينة، وكسبوا نحو 17 مليار دولار في صورة دخل للأسرة، ودفعوا 6 مليارات دولار ضرائب في عام 2016. وفي ذلك العام، كان نحو 20 ألف فرد مستحق ضمن برنامج "الإجراء المؤجل للقادمين في مرحلة الطفولة" يعيشون في شيكاغو.
لطالما اعتبرت المدينة العاصفة -شيكاغو- نفسها ملاذاً آمناً لمجتمعات المهاجرين. ففي عام 2016، أعلن العمدة آنذاك رام إيمانويل شيكاغو ملاذاً آمناً، وتحدى فيما بعد محاولة إدارة ترامب حرمان مدن الملاذ الآمن من التمويل الفيدرالي. وفي السنوات الأخيرة، أنشأت المدينة صندوقاً جديداً للحماية القانونية، وأطلقت فرقة عمل لتنسيق السياسات المؤثرة على المهاجرين واللاجئين.
وقال لورانس بينيتو، المدير التنفيذي لائتلاف إلينوي لحقوق المهاجرين واللاجئين: "يسعدنا أن نرى شيكاغو في الطليعة، والذي يرجع بنسبة كبيرة إلى أفراد مجتمع المهاجرين الذين ناضلوا بجد لجعل المدينة أكثر ترحيباً. والآن، مع عمدة جديد، لدينا فرصة جديدة لتعزيز هذا التقدم الذي تحرزه المدن لمجتمعات المهاجرين في جميع أنحاء البلاد".
ولا تُعتبر شيكاغو المدينة الوحيدة في الغرب الأوسط التي تتخذ خطوات متقدمة في تطوير سياسات دعم المهاجرين. إذ تأتي كليفلاند وميلواكي وتوليدو من بين المدن التي تحسنت معدلاتها كثيراً عن العام الماضي.
وقال ليم: "مدن الغرب الأوسط رائدة بالفعل في هذا الأمر. وكثير من ذلك يتعلق بخططها للتنمية الاقتصادية، لقد عانى كثير من المدن في الغرب الأوسط من قلة السكان، لذا فإنهم يشجعون الناس للإقامة في هذه المدن أو يأتون من أماكن بعيدة لمساعدتهم على التعافي".
وأضاف ليم أن المدن المتوسطة إلى كبيرة المساحة في الجنوب وبالقرب من الحدود -مثل تشولا فيستا الواقعة في المنطقة الحضرية في سان دييغو- تشهد تحسينات في السياسة، حيث يُقبل المهاجرون وغير المهاجرين على حد سواء على السكن الأقل تكلفة وفرص العمل.
وفي المدن الأصغر مساحة مثل جاكسونفيل في ولاية فلوريدا، نورفولك في ولاية فرجينيا، سانت بطرسبرغ في ولاية فلوريدا، رصد الباحثون وجود فجوات أصغر في معدلات تملك المنازل ومعدلات التأمين الصحي ومعدلات التحصيل التعليمي بين المهاجرين والأشخاص المولودين في الولايات المتحدة.
وقال الباحثون إن العديد من المدن التي تصدرت التصنيف طبقت سياسات تهدف إلى الترحيب بالمهاجرين. فعشرات الأشخاص يمتلكون مكاتب مختصة بشؤون المهاجرين، وأكثر من النصف يديرون أو يدعمون برامج ريادة الأعمال التي تخدم المهاجرين. وأصدر آخرون بطاقات هوية بلدية لزيادة استفادة المهاجرين من الخدمات الاجتماعية، وأنشأوا صناديق للدفاع القانوني عن المهاجرين الذين يواجهون الترحيل، وقدموا خدمات لإرشاد المهاجرين أثناء تنفيذ إجراءات التجنس.
وأوضح ليم أن فكرة استحداث مؤشر نتجت عن الرغبة في إيجاد "مقياس عالمي" يمكن للمدن استخدامه لفهم كيفية مقارنة سياساتها مع سياسات المدن الأخرى.
وتابع ليم: "في كثير من الأحيان، يُطرح السؤال نفسه: كيف نقارن مدينتنا بالمدن الأخرى؟ ماذا تفعل المدن الأخرى؟ لقد أنشأنا هذا المؤشر لمساعدة المسؤولين المحليين وصُناع السياسة لمعرفة المستوى الذي وصلوا إليه".
وفيما يلي أعلى 24 مدينة تصدراً في مؤشر هذا العام:
1. شيكاغو – إلينوي
2. تشولا فيستا – كاليفورنيا
3. جيرسي سيتي – نيوجيرسي
4. سان فرانسيسكو – كاليفورنيا
5. بالتيمور – ماريلاند
6. نيويورك – نيويورك
7. آنهايم – كاليفورنيا/ نيوآرك – نيوجيرسي/ سان خوسيه – كاليفورنيا (مجتمعة)
8. لوس أنجلوس – كاليفورنيا/ بورتلاند – أوريغون (مجتمعة)
9. فيلادلفيا – بنسلفانيا
10. واشنطن العاصمة
11. كليفلاند – أوهايو
12. سينسيناتي – أوهايو/ غرينزبورو – نورث كارولاينا/ سان دييغو – كاليفورنيا (مجتمعة)
13. سياتل – واشنطن
14. ديترويت – ميشيغان
15. فريمونت – كاليفورنيا/ ريفرسايد – كاليفورنيا/ ساكرمينتو – كاليفورنيا (مجتمعة)
16. إرفاين – كاليفورنيا
17. ألباكركي – نيو مكسيكو/ ميلواكي – ويسكونسن/ أوكلاند –كاليفورنيا (مجتمعة)
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة USA TODAY الأمريكية.