هاجم متظاهرون غاضبون عمدة مدينة صغيرة في بوليفيا، وقاموا بسحلها في الشارع وهي حافية القدمين، ولطخوها بطلاء أحمر، وقصوا شعرها بالقوة، في أحدث صدام بين أنصار الحكومة ومعارضيها في أعقاب الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل التي فاز بها إيفو موراليس الذي يحكم البلاد منذ نحو 14 عاماً.
بدأ الهجوم بعد قطع مجموعة من المحتجين المعارضين للحكومة جسراً في مدينة فينتو، الصغيرة في مقاطعة كوتشابامبا وسط بوليفيا، وذلك بعد انتشار شائعات بأن اثنين من المحتجين المعارضين قتلا في مواجهات مع أنصار الرئيس الحالي.
فيما اندفعت مجموعة غاضبة للتظاهر أمام بلدية المدينة، حيث تعمل العمدة باتريسيا آرس، وهي من الحركة الاشتراكية الحاكمة، واتهموها بالتسبب في مقتلهما -تأكد مقتل واحد فقط بعد ذلك- لقيادتها مؤيدي الرئيس في محاولة لكسر الحصار الذي أقاموه.
فيما أشعلوا النيران في مكتبها وحطموا نوافذ بلدية المدينة، لتخرج من مكتبها لتلتقي بالمتظاهرين الغاضبين وجهاً لوجه، بعد فشلها في محاولة الهرب من أحد الأبواب الخلفية للمبنى.
وقام رجال ملثمون بسحلها عبر الشوارع المؤدية إلى الجسر وسط هتافات "قتلة، قتلة". وعلى الجسر، أجبروها على الركوع، وقصوا شعرها، كما صبوا عليها طلاء أحمر، وأجبروها على المشي حافية القدمين، كما أجبروها على توقيع خطاب استقالتها، وفق هيئة الإذاعة البريطانية BBC.
وخرجت آرس من منطقة التظاهر على دراجة نارية تابعة للشرطة، وبعد ساعات سلمت نفسها للشرطة في فينتو، التي أوصلتها إلى مركز صحي محلي.
وقد اجتاحت الاضطرابات والاحتجاجات بوليفيا منذ فوز موراليس في 20 أكتوبر/تشرين الأول بولاية رابعة بنسبة 47.8% مقابل 36.1% لأكبر منافسيه كارلوس ميسا، وهو ما رفضه معارضوه الذين اتهموه بتزوير الانتخابات.
وبعد 6 أيام فقط من اشتعال الاحتجاجات التي قوبلت بعنف أمني، وتحديداً في 27 أكتوبر/تشرين الأول، تعهد موراليس بإجراء جولة إعادة للانتخابات إذا كشفت مراجعة لإحصاء الأصوات التي مكنته من الفوز من الجولة الأولى عن أدلة على وجود تزوير، فيما واصلت شخصيات معارضة دعواتها له بالاستقالة.
وقد تولى موراليس السلطة في عام 2006 كأول رئيس لبوليفيا من السكان الأصليين.