قال شيخ الأزهر، أحمد الطيب، اليوم الخميس 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، إن خطبة النبي محمد في حجة الوداع حذَّرت بشدة من الظلم، وذلك في كلمة ألقاها أمام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بمناسبة ذكرى المولد النبوي.
وأشار "الطيب" إلى أن النبي محمد أول من وضع دستوراً عالمياً لحماية الدماء والأعراض والأموال، وقال إن أول بنوده تحذير العالم من الفوضى والعبث والجرائم البشعة.
وشدد على أن النبي محمد حذَّر من الظلم 3 مرات في خطبة الوداع، كما حذَّر منه عشرات المرات بأحاديث نبوية شريفة.
ومضى قائلاً: "يستحيل لأي مجتمع أن ينشد الاستقرار إلا إذا ارتكز على هذه الحرمات الثلاث: حرمة الدم، وحرمة الملكية الفردية الخاصة، وحرمة الأسرة والعِرض والشرف".
وتابع أن "النبي -صلى الله عليه وسلم- أنهى فقرة الدماء والأموال والأعراض بقوله (اللهم بلغت)، ليُشهد الله علينا في شأن هذه الحرمات الثلاث".
وخطبة الوداع كانت ضمن حجة الوداع، وهي أول وآخر حجة حجها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام قبل وفاته، وتضمَّنت قِيماً دينية وأخلاقية عدة، وألقاها الرسول في موقع بُني عليه مسجد "نَمِرة"، الذي يعد أهم معالم مشعر عرفة.
وتمثِّل ذكرى المولد النبوي الشريف، في الثاني عشر من شهر ربيع الأول (توافق هذا العام 11 ديسمبر/كانون الأول الجاري)، مناسبة وقيمة دينية واجتماعية ترتبط بعادات وتقاليد كثير من المصريين لإحيائها.
السيسي يعود لأحداث 30 يونيو
وعلَّق السيسي على حديث شيخ الأزهر أحمد الطيب قبلَه، وقال إن كلمة "أخوة إنسانية هي كلمة عامة تحتاج إلى استراتيجيات"، واعتبر أن ما ورد في القرآن والسنة "كلام استراتيجيات وعناوين"، وأن الرسول قال كلمة "الأخوّة" وتساءل: "لكن كيف أطبقها في مصر؟".
وأضاف: "إننا نقتدي بالرسول الكريم، ونبذل أقصى جهد لتحقيق نقلة نوعية في أداء دولتنا"، مؤكداً سعيه لتوفير سبل السلام والتنمية والازدهار، دون الالتفات إلى ما سماه "محاولات التعطيل التي يقوم بها أعداؤنا".
وركَّز الرئيس في كلمته أمام شيوخ الأزهر أيضاً على الحديث عن "الإرهاب"، وقال إن "التطرف والإرهاب، والتشكيك الكاذب، والافتراء على الحق، وجميع محاولات التدمير والتخريب المادية والمعنوية التى نواجهها، لن تثني هذا الشعب ذا الإرادة الحديدية عن المضي في طريقه نحو المستقبل الأفضل".
وأضاف: "سنواجه الشر بالخير، والهدم بالبناء، واليأس بالعمل، والفتن بالوحدة والتماسك".
ودعا السيسي إلى ما سمَّاها "ثورة دينية"، لمحاربة الأفكار الخاطئة، وطلب من وزارة الأوقاف "عمل ندوة أو مؤتمر لمدة أسبوع، حتى يتم توعية الناس"، وفق قوله.
من جانب آخر، علَّق السيسي على الانقلاب الذي حصل في يونيو/حزيران 2013 والذي أدى إلى الإطاحة بالرئيس المصري الراحل محمد مرسي.
وقال السيسي -الذي قاد الانقلاب حينها- إنه "كانت لديه نظرة ثاقبة حينما طالب في 24 يوليو/تموز 2013، بتفويض لمحاربة الإرهاب"، بحسب تعبيره.
وأشار إلى أنه "لم يكن راغباً في السلطة"، وأنه ظلَّ يطالب الرئيس المؤقت عدلي منصور فترة طويلة بالترشح للرئاسة في 2014، "لكنه رفض"، على حد قوله.