تسعى المملكة العربية السعودية للضغط على منظمة البلدان المُصدرة للنفط (أوبك)، لمساعدتها في الاكتتاب العام لشركة أرامكو، بعدما قررت الرياض طرح أسهمها للبيع، وفقاً لما ذكرته صحيفة Wall Street Journal الأمريكية.
وأشارت الصحيفة أمس الأربعاء 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، إلى أن الرياض تعمل على دفع الدول "المتقاعسة" الأخرى في المنظمة إلى خفض إمدادات النفط، للمساعدة في الاكتتاب العام الأوّلي لشركة أرامكو السعودية، الشهر المقبل.
ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بـ "المطلعة" على خطط المملكة، قولها إن "هذه الجهود تهدف إلى تعزيز أسعار النفط، وتذكير المستثمرين المحتملين في أرامكو بنفوذ السعودية الكبير داخل أوبك".
إدراج حصة من أسهم أرامكو
ولفتت Wall Street Journal إلى أن نمو أرامكو يعتمد على بقاء أسعار النفط بالقرب من مستوى 65 دولاراً للبرميل، وفقاً لوثيقة أُعدت للمستثمرين، واطَّلعت عليها الصحيفة، التي أضافت أن نيجيريا وافقت على الاتفاق، وسوف تدفع الأعضاء الأفارقة الآخرين إلى أن يحذوا حذوها.
وتتألف منظمة "أوبك" من 14 دولة منتجة للنفط، تنتج حوالي 44% من نفط العالم، وفقاً لبوابة Statista الإلكترونية الألمانية للإحصاءات، ويشمل أعضاؤها الأفارقة الجزائر وأنغولا، وغينيا الاستوائية، والجابون، وليبيا، ونيجيريا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
ومن المقرر طرح أسهم شركة أرامكو السعودية للاكتتاب العام في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، حيث سيجري إدراج حصة صغيرة من أسهمها في بورصة تداول بالرياض، بعد أن بدأت عملية الطرح يوم الأحد 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
ومن المتوقع أن يكون هناك اكتتاب عام ضخم لأرامكو، حيث يمكن أن تقدر القيمة السوقية للشركة بنحو 1.5 تريليون دولار.
اختلاف حول قيمة أرامكو
ولفترة طويلة من الزمن، تمسَّك ولي العهد بقيمة للشركة قدرها تريليونا دولار، إلا أن مصرفيّين يقدّرون الرقم المنطقي لقيمة الشركة بما يتراوح بين 1.6 تريليون دولار و1.8 تريليون دولار، ومثّل ذلك سبباً رئيسياً في إرجاء طرح أسهم الشركات.
أما بنك Bank of America فقدَّر القيمة السوقية للشركة عند حوالي 1.2 تريليون دولار. ومع ذلك سيظل الطرح العام لأرامكو هو الطرح الأكبر على الإطلاق، مما يضيف إلى حقيقة أن أرامكو هي حالياً الشركة الأكثر ربحية في العالم.
ويرى مراقبون أن الهجوم على أرامكو، منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، أدى إلى تنامي مخاوف ترافق المستثمرين العالميين في الملتقى إزاء قدرة المملكة على حماية واحد من أهم منشآت الطاقة العالمية.
ويوم الثلاثاء 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، أصدرت أوبك تقريرها عن آفاق النفط العالمي لعام 2019، وقالت إنها شهدت انخفاضاً في إنتاجها، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن إنتاج الزيت الصخري الأمريكي سيتجاوز إنتاج أوبك بحلول عام 2024.
في العام الماضي، خفضت أوبك إنتاجها من النفط بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً، بعد إبرام اتفاق مع روسيا في ديسمبر/كانون الأول 2018، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بنحو 17% منذ يناير/كانون الثاني 2019.