وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على قرار يقضي بنشر أسطول بحري صغير، مكون من 10 غواصات مدججة بأسلحة نووية وألغام وصواريخ باليستية وطوربيدات، في مهمة تطويق للمياه الإقليمية، متجهة إلى أمريكا.
وبحسب ما نشرته صحيفة Mirror البريطانية، فإن الغواصات انطلقت من قواعد سرية في شبه الجزيرة القطبية الشمالية قبل بضعة أيام، مروراً بالقرب من شمال اسكتلندا، وتعمل ثماني غواصات بالطاقة النووية.
وتعد هذه أكبر عملية تحت الماء يطلقها زعيم روسي منذ الحرب الباردة.
ما الهدف من هذا التحرك بحسب دول أوروبية؟
تحاول الاستخبارات النرويجية تتبع تقدم الغواصات من خلال زيادة دوريات المراقبة، حيث تعتقد مصادر في أوسلو أن هدف روسيا هو تغول الأسطول بأكبر قدر ممكن في المناطق الشمالية من المحيط الأطلسي دون أن يرصده الناتو، وهو يبحر في شمال اسكتلندا عبر الفجوات المتاحة بين جزر غرينلاند وأيسلندا والمملكة المتحدة.
يثير الأسطول الصغير تحديات أمام الناتو، إذ يعرض للخطر خطوط التسيير وإعادة الإمداد البحري عبر المحيط الأطلسي.
وتأتي هذه التجربة في وقتٍ أطلقت فيه غواصة روسيا الجديدة الأكثر تطوراً التي تعمل بالطاقة النووية أولَ صاروخ "بولافا" باليستي عابر للقارات، ليصيب هدفه على بعد آلاف الأميال.
أُطلق الصاروخ من البحر الأبيض قبالة ساحل شمال غرب روسيا، ليُسقط حمولته التجريبية على موقع اختبار في منطقة كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا.
وقد غطست غواصة سابقة من طراز بوري، والتي كانت قطعة في أسطول آخر، عندما أطلقت صاروخها التجريبي، لكن التصعيد العدواني الحالي يأتي وسط توترات تتعلق بالحد من التسلح مع الغرب.
إذ كان يُنظر إليه على أنه محاولة لإظهار كيف أن روسيا قادرة على الدفاع عن قواعدها الخاصة في الوقت الذي تهدد فيه الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
بريطانيا ترى التحرك الروسي تحدياً لأوروبا وأمريكا
تعليقاً على ذلك، قالت وزارة الدفاع البريطانية: "تتخذ المملكة المتحدة التدابير والإجراءات المناسبة لضمان سلامة مياهنا وحماية مصالح أمتنا. البحرية الملكية على أهبة الاستعداد دائماً لحماية مياهنا".
وقال الخبير بروس جونز إن الأسطول الذي أطلقته روسيا يمثل "تحدياً دفاعياً كبيراً للمملكة المتحدة وكذلك للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)".
وأضاف: "إنه يبرز تأثير تخفيضنا الهائل في أعداد السفن الحربية ومدى تدهور أنظمة الإنذار لدينا عبر مناطق شمال الأطلسي".
"هذا بالتأكيد تطور بالغ الخطورة".