أعلنت روسيا اكتمال انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من شمال شرق سوريا، حيث تريد تركيا تخصيص منطقة آمنة لإعادة مليوني لاجئ سوري لبلادهم، بينما قالت أنقرة إنها تنتظر التأكد "بنفسها" من الأمر.
إذ نقلت وكالة "تاس" الروسية الرسمية، عن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قوله، الثلاثاء 29 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إن القوات الكردية انسحبت من منطقة آمنة تقع قرب حدود سوريا الشمالية الشرقية مع تركيا، بشكل أسرع مما كان مقرراً.
ونقلت تاس عن المسؤول الروسي قوله "تم استكمال انسحاب القوات المسلحة من الأراضي التي من المفترض أن يقام فيها ممر آمن قبل الموعد المقرر".
تركيا تريد التأكد من مغادرة المقاتلين الأكراد شمالي سوريا
من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، إن مسؤولين روساً أبلغوا السلطات التركية بأن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية انسحبوا من شريط على الحدود السورية التركية، خلال مهلة الـ150 ساعة التي حدَّدتها أنقرة وموسكو.
وقال أردوغان أيضاً إن المحادثات بين المسؤولين الروس والأتراك بشأن روسيا ستستمر. وأدلى أردوغان بهذه التصريحات خلال احتفال في ذكرى تأسيس الجمهورية التركية.
وقال مساعد كبير للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، إن تركيا ستتأكد من خلال دورياتها المشتركة مع روسيا في شمال شرقي سوريا، ما إذا كانت وحدات حماية الشعب الكردية السورية انسحبت من المنطقة.
وقال فخر الدين ألتون، مدير الاتصالات بالرئاسة التركية "حدَّدت تركيا وروسيا مهلة مدتها 150 ساعة للإرهابيين التابعين لوحدات حماية الشعب الكردية لمغادرة المنطقة الآمنة. المهلة انتهت، سنتأكد من خلال دوريات مشتركة ما إذا كان الإرهابيون انسحبوا فعلاً".
إخراج 34 ألفا من المقاتلين الأكراد
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، إخراج 34 ألفا من عناصر "ي ب ك/بي كا كا"، من المنطقة الآمنة شمالي سوريا، في إطار الاتفاق التركي الروسي.
جاء ذلك في بيان صادر عن يوري بورينكوف، مدير "مركز المصالحة الروسي" في سوريا، التابع للوزارة، تناول خلاله مذكرة التفاهم الثنائية بين تركيا وروسيا.
وأفاد بورينكوف: "الطرف الروسي نفذ تماما التدابير المنصوص عليها في مذكرة التفاهم الموقعة بين روسيا وتركيا في 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2019".
واستطرد "حتى الساعة 18:00 من الثلاثاء 29 أكتوبر/تشرين الأول، انسحب 34 ألف عنصر، يشكلون 68 فصيلا تابعا لـ"ي ب ك"، إضافةً إلى سحب أكثر من 3 آلاف قطعة من الأسلحة والمعدات العسكرية لمسافة 30 كلم عن خط التماس مع القوات المسلحة التركية".
وأضاف أن "قوات النظام السوري أقامت 84 مخفرا على الحدود التركية، 60 منها في القامشلي، و24 أخرى في منطقة عين العرب (كوباني)".
كما أشار إلى أن "الشرطة العسكرية الروسية سيرت دوريات، في مسارات جرابلس-كوران، القامشلي-فقيرة، والقامشلي-سيمالكا، منذ 23 أكتوبر 2019.
وذكر أن الجانب التركي قدم معلومات حول الأعمال المتعلقة بتنفيذ بنود مذكرة التفاهم بشكل يومي.
الأمم المتحدة تعلن عودة 74 ألف سوري لمنطقة "نبع السلام"
أعلن ينس ليركا، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف، عودة 74 ألف مدني سوري، إلى المناطق التي حرَّرتها عملية "نبع السلام" شمالي بلادهم.
وفي حديث للأناضول، أشار المتحدث إلى أنّ 180 ألف سوري اضطروا لترك منازلهم في المناطق قبل عملية نبع السلام، مستدركاً أنَّ 106 مازالوا بعيدين عن منازلهم، وأنَّ 74 ألفاً على الأقل عادوا بعد الإعلان عن انتهاء العملية، في 23 أكتوبر/تشرين الأول.
وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلق الجيش التركي بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي "ي ب ك/ بي كا كا" و "داعش"، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وفي 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، علَّق الجيش التركي العملية بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب الإرهابيين من المنطقة، وأعقبه اتفاق آخر بين أنقرة وموسكو في 22 من الشهر ذاته.