على عكس ما سبق وأعلنت الشرطة البريطانية بكون أغلب ضحايا شاحنة المهاجرين الذين ماتوا في بريطانيا من جنسية صينية، أكدت معلومات جديدة أن أغلب الضحايا هم فيتناميون.
ذكر قس من منطقة زراعية في فيتنام لوكالة "رويترز"، السبت 26 أكتوبر/تشرين الأول 2019، أن غالبية الضحايا الـ39 الذين وجدت جثثهم في شاحنة بالقرب من لندن الأسبوع الماضي فيتناميون على الأرجح حيث يعتقد أنهم جاؤوا من المنطقة التي يعيش بها.
ضحايا شاحنة الموت في بريطانيا ليسوا صينيين
وقال القس الكاثوليكي أنتوني دانج هو نام في بلدة ين تان النائية في إقليم ني آن بشمال وسط فتينام على بعد 300 كيلومتر جنوبي هانوي إنه يتواصل مع عائلات الضحايا.
وأضاف "الحزن يخيم على المنطقة كلها، ما زلت أجمع بيانات لجميع أسر الضحايا، وسنقيم قداساً على أرواحهم الليلة". وقال إن العائلات التي اتصل بها أبلغته بأن أفراداً من أبنائها سافروا إلى بريطانيا في هذا الوقت وأنها فشلت في الاتصال بهم.
وأعلنت وزارة الخارجية الفيتنامية في بيان السبت، أنها أصدرت تعليمات لسفارتها في لندن بمساعدة الشرطة في تحديد هوية الضحايا. ولم ترد الوزارة على طلب بمزيد من التعقيب بشأن جنسيات المتوفين.
واُكتشفت الجثث يوم الأربعاء 23 أكتوبر/تشرين الأول، بعدما تلقت خدمات الطوارئ بلاغاً بوجودها في منطقة صناعية في جرايز على بعد نحو 32 كيلومتراً شرقي وسط لندن.
وذكرت الشرطة وقتها أنها تعتقد أن الضحايا صينيون لكن بكين قالت إن هذا لم يتأكد بعد. وأعلنت السفارتان الصينية والفيتنامية أن مسؤوليهما يتعاونون مع الشرطة البريطانية.
آخر رسائل المهاجرين
ترك المهاجرون القتلى الـ39، الذين عُثر على جثثهم داخل مقطورة تبريد في مقاطعة إسيكس الإنجليزية، بصماتٍ دامية داخل الحاوية التي حُوصروا فيها.
وذكرت مصادر لصحيفة Mirror البريطانية، اليوم السبت، أنّ الضحايا الذين عُثر عليهم في الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء الماضي كانوا إما يرتدون القدر الأدنى من الملابس أو عرايا.
وأرسلت فام ثاي ترا، وهي إحدى النساء التي يُعقتد أنها من بين المتوفين، رسالة مرعبة أخيرة لأمها من داخل الحاوية المعدنية.
وكتبت فام البالغة من العمر 26 عاماً: "عذراً أمي، لم تنجح رحلتي للخارج. أمي، أحبك للغاية. أنا أموت لأنني لا أستطيع التنفس".
وأُرسلت الرسالة الساعة 10:28 مساء يوم الثلاثاء 22 أكتوبر/تشرين الأول، أي قبل ثلاث ساعات من العثور على جثث 8 نساء و31 رجلاً مكومة داخل حاوية التبريد المغلقة.
وقالت الصحيفة البريطانية إن فرق الطوارئ وجدت بصمات بالدماء على الجهة الداخلية من أبواب الصندوق المعدني.
ونقلت عن أحد المصادر قوله: "عندما فُتح باب الحاوية فزع أول المستجيبين من منظر عشرات الجثث المكوّمة فوق بعضها البعض"، وأضاف: "كانت الرغوة تخرج من فم الجثث الأقرب من الباب، وكانوا في المراحل الأولى من التيبّس الذي يلي الموت".
وواصل الحديث: "كانت هناك بصمات دامية في كل مكان داخل الشاحنة، فبالتأكيد كانوا يقرعون الحوائط طلباً للمساعدة، كانوا يرتدون القدر الأدنى من الملابس، وفي بعض الحالات كانوا عرايا".
وقالت عائلة فام ثاي ترا ماي إنها دفعت 30 ألف يورو (33 ألف دولار) لتهرب إلى بريطانيا عن طريق الصين وفرنسا، وهذا يزيد من احتمالات أن المهربين تلقّوا ما يقرب من 1.2 مليون يورو (1.33 مليون دولار) مقابل الـ39 مهاجراً.