فقد السجين السياسي المصري المعروف جهاد الحداد قدرته على المشي بالكامل نتيجة التعذيب والإهمال الطبي الذي تعرض له بالمعتقل، بحسب ما كشفه شقيقه في تصريح لموقع Middle East Eye البريطاني، الجمعة 25 أكتوبر/تشرين الأول 2019.
وخلال مثول جهاد أمام الحكمة الأسبوع الماضي، دخل السجين البالغ من العمر 38 عاماً إلى غرفة الاستماع في نيابة أمن الدولة، ويحمله الناشطان علاء عبدالفتاح ومحمد الباقر.
وفي سردٍ للمشهد في قاعة المحكمة، كتب المحامي الحقوقي خالد علي في صفحته على فيسبوك: "منذ فقد (جهاد) قدرته على المشي أو الحركة، يحمله آخرون".
سجن انفرادي
وكان جهاد قد شغل منصب كبير المتحدثين الرسميين باسم جماعة الإخوان المسلمين، واعتُقِل في سبتمبر/أيلول 2013، ضمن حملة القمع التي أعقبت الفض الدموي للمظاهرات في ميدان رابعة، والتي نُظِمَت فيه احتجاجاً على الانقلاب العسكري الذي قاده الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، وأسقط من خلاله الرئيس الأسبق الراحل محمد مرسي.
وقضى جهاد السنوات الست الماضية في السجن، معظمها في الحبس الانفرادي.
وقالت عائلة جهاد، في بيان، إنَّ ساحته بُرِئت من الاتهامات بالتجسس في 11 سبتمبر/أيلول الماضي، لكنه لا يزال رهن الاحتجاز بعد توجيه اتهامات جديدة ضده في 27 سبتمبر/أيلول.
وقال شقيقه عبدالله، في تصريح للموقع البريطاني، إنَّ جهاد وُضِع في "زنزانة عقاب انفرادية" منذ أسبوعين، بعد أن عارض معاقبة إدارة السجن لرفيقيه السجينين عصام سلطان وأحمد عارف، مشيراً إلى أنه لا يوجد في هذا النوع من الزنازين تهوية ولا أسرّة ولا مراحيض ولا إضاءة.
ووفقاً لبيان صدر عن عائلة السجين في شهر مايو/أيار الماضي، احتُجِز جهاد في "زنزانة العقاب" في فبراير/شباط 2017 بعد أن كتب مقال رأي ونُشِر في صحيفة The New York Times الأمريكية.
وقال عبدالله لموقع Middle East Eye إنَّ جهاد تعرض وقتها "لضرب مبرح على كامل جسده"؛ ما أفقده القدرة على المشي دون عُكاز.
وأوضح عبدالله أنه نتيجة الإهمال الطبي اللاحق ورفض إيداعه المستشفى، فَقَدَ جهاد الآن قدرته على الحركة بمفرده؛ ما استلزم مساعدة السجينين اللذين أدخلاه القاعة.
عشرات آلاف السجناء السياسيين
وقبل مشاركة جهاد في جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، كان المدير المسؤول عن مدينة القاهرة في مبادرة كلينتون للمناخ (Clinton Climate Initiative) منذ عام 2007 حتى 2012.
ووفقاً لمنظمات معنية بحقوق الإنسان، اعتُقِل ما لا يقل عن 60 ألف سجين سياسي منذ وصل الرئيس عبدالفتاح السيسي للحكم في 2013.
وخلال الشهر الماضي، ألقي القبض على 4300 شخص على الأقل في أعقاب أحدث موجة احتجاجات ضد السيسي، التي حركتها فيديوهات نشرها رجل الأعمال والفنان المصري محمد علي، والتي كشف فيها عن فساد كبير في الجيش، وتحدث عن إهدار للمال العام على مشاريع نُفذت من أجل السيسي وعائلته، كبناء العديد من القصور الرئاسية والفيلات، والتي بلت تكلفتها ملايين الدولارات.