قالت وزارة الخارجية الإيرانية، الإثنين 21 أكتوبر/تشرين الأول 2019، إنها أرسلت إلى الولايات المتحدة، قائمةً بأسماء المعتقلين الذين تطالب بهم في صفقةٍ مقترحة لتبادل السجناء بين البلدين، وهو ما قد يفتح قناة جديدة للتواصل مع واشنطن، وسط توترات متنامية خلال الآونة الأخيرة.
وحسب موقع قناة abcnews الأمريكية، لم تُفصح إيران عن الأسماء التي طالبت بها، لكن وزير الخارجية محمد جواد ظريف قال إنه يأمل أن يسمع قريباً "أخباراً سارة" عن إطلاق سراح العالم الإيراني مسعود سليماني.
واعتقلت السلطات الفيدرالية الأمريكية سليماني، العام الماضي بدعوى أنه انتهك العقوبات الاقتصادية المفروضة، من خلال محاولته جلب مواد بيولوجية إلى إيران.
صفقة تبادل السجناء بين واشنطن وطهران
وقال ظريف إنه أثار القضية الشهر الماضي خلال زيارته إلى نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفقاً لـ "وكالة أنباء فارس" Fars news agency شبه الرسمية الإيرانية.
وقال المتحدث باسم الوزارة عباس موسوي إن الجمهورية الإسلامية زوّدت الولايات المتحدة بقائمة الإيرانيين الذين تطلب إدراجهم في تبادل السجناء المقترح مع الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.
وتحتجز إيران عدداً من الرعايا الأمريكيين، ولم تعط تفاصيل عن أسماء الأشخاص الذين ستُطلق سراحهم.
وقال موسى خلال لقاء صحفي مع عدد من المراسلين: "سلّمنا قائمةَ أسماء (إلى الولايات المتحدة) المعتقلين الذين يجب إطلاق سراحهم. نأمل أن تؤتي هذه الجهود، إذا اقترنت بالنية الحسنة، ثمارها قريباً، وأن نرى حرية الدكتور سليماني وإيرانيين آخرين، من الأسر الأمريكي".
وتؤكد إيران أن سليماني وآخرين احتُجزوا بسبب ما تصفه باتهامات "لا أساس لها"، تتعلق بانتهاك عقوبات أحادية الجانب فرضتها الولايات المتحدة على إيران. وليس من الواضح عدد الإيرانيين الآخرين الذين اعتقلتهم الولايات المتحدة، ولم يكن هناك رد فعل أمريكي فوري.
على الرغم من تصاعد حدة الخلافات بينهما
تصاعدت التوترات بين إيران والولايات المتحدة باضطرادٍ، منذ أعلن الرئيس دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي أُبرم عام 2015، في مايو/أيار الماضي، ثم أعاد فرض عقوبات على إيران.
وحصل الادعاء العام في ولاية أتلانتا على لائحة اتهام في الشهر التالي ضد سليماني، الذي يعمل في مجال أبحاث الخلايا الجذعية وأمراض الدم والطب التجديدي، بعد أن ألغت السلطات الأمريكية تأشيرته واعتقلته في أكتوبر/تشرين الأول، عندما هبط في مطار شيكاغو.
وتلقي الولايات المتحدة باللوم على إيران في سلسلة من الهجمات الغامضة على ناقلات نفط خلال هذا العام، وتزعم أنها نفّذت الشهر الماضي هجوماً على أكبر مصفاة للنفط في العالم، والتي توجد في السعودية، وهو ما تسبّب في ارتفاع أسعار النفط بأكبر نسبة تتحقق في يوم واحد منذ حرب الخليج في عام 1991.
وتنكر إيران هذه الاتهامات، وحذرت من أن أي هجوم انتقامي يستهدفها سيؤدي إلى "حرب شاملة" في المنطقة، في الوقت الذي بدأت تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز شروط الاتفاق النووي الذي عقدته في عام 2015. علاوة على ذلك، أسقطت إيران طائرة استطلاع أمريكية بدون طيار، واستولت على ناقلات نفط.
إلا أن الصفقة قد تكون خطوة أولى نحو "المصالحة"
يمكن أن يمثل تبادل الأسرى انفراجةً في أعقاب تحركات تصالحية مزدوجة من الجانبين.
إذ رحّلت الولايات المتحدة، قبل شهر، الإيرانية نيغار غودسكاني، إلى بلادها بعد أن كانت قد أُحضرت إلى الولايات المتحدة لمواجهة تهم جنائية بالتآمر، وحكم عليها بالسجن لفترة من الوقت بتهمة التآمر لنقل تكنولوجيا مقيدة بطريقة غير قانونية إلى إيران.
وفي يونيو/حزيران، أطلقت إيران سراح نزار زكّا، وهو لبناني حاصل على الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة ومن المدافعين عن حرية الإنترنت ويعمل لصالح الحكومة الأمريكية. وكان قد حكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات، بتهم تتعلق بالتجسس، وأطلق سراحه بعد أن قضى أقل من 4 سنوات في السجون الإيرانية.
ومع ذلك، فإن إيران حكمت في مايو/أيار على عسكري سابق قضى معظم خدمته طاهياً في البحرية الأمريكية، يُدعى مايكل ر. وايت ينحدر من إمبريال بيتش في كاليفورنيا، بالسجن لمدة 10 سنوات في إيران، ليصبح أول أمريكي يُعلن عن سجنه هناك منذ تولى ترامب منصبه.
بإطلاق سراح عُلماء وجواسيس من الجانبين
هناك ثلاثة مواطنين أمريكيين آخرين، من المعروف أنهم محتجزون في إيران، رغم أن إيران لا تعترف بجنسيتهم المزدوجة.
إذ يقضي كل من الإيراني الأمريكي سيامَك نمازي ووالده الثمانيني باقر نمازي، وهو ممثل سابق لوكالة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) وشغل منصب حاكم مقاطعة كازاخستان الإيرانية الغنية بالنفط تحت حكم الشاه الذي دعمته الولايات المتحدة، أحكاماً بالسجن لمدة 10 سنوات بتهم التجسس.
وتلقى تاجر الأعمال الفنية الأمريكي الإيراني كاران فافاداري وزوجته الإيرانية عفارين نيساري أحكاماً بالسجن لمدة 27 عاماً، و16 عاماً على التوالي.
وحُكم على طالب الدراسات العليا الأمريكي من أصل صيني شيوي وانغ بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة "التسلل" إلى البلاد، خلال إجرائه بحث الدكتوراه الخاص به عن سلالة القاجار الملكية الإيرانية.
أطلقت السلطات الإيرانية سراح الأمريكي من أصول إيرانية روبن شاهيني، بكفالة في عام 2017، بعد أن أضرب عن الطعام خلال قضائه عقوبة بالسجن لمدة 18 عاماً بتهمة "التعاون مع حكومة معادية". عاد شاهيني إلى أمريكا منذ ذلك الحين، وهو يقاضي إيران الآن في المحاكم الفيدرالية الأمريكية.
أما عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق روبرت ليفنسون، الذي اختفى في إيران في عام 2007 خلال مهمة غير مصرح بها لوكالة الاستخبارات الأمريكية، فلا يزال مفقوداً.
وتقول إيران إن ليفنسون ليس في البلاد، وإنها ليس لديها معلومات أخرى عنه، ومع ذلك فإن عائلته تحمّل إيران مسؤولية اختفائه.
وهناك معتقلون آخرون تربطهم علاقات بالغرب، منهم نازانين زغاري راتكليف، وهي سيدة بريطانية من أصول إيرانية، تقضي عقوبة بالسجن لمدة 5 سنوات، بزعم تخطيطها "الإطاحة الناعمة" بنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، خلال سفرها مع ابنتها الصغيرة. وغادرت ابنتها إيران متجهةً إلى بريطانيا الأسبوع الماضي.