اكتشف علماء أن ثاني جسم من الجسيمات الهائمة بين النجوم يجري رصده على الإطلاق وهو يمر عبر المجموعة الشمسية، هو عبارة عن مذنب يبدو شديد الشبه بالمذنبات التي تشكلت في المنطقة التي نعيش فيها من الكون فيما يعتبر دليلاً جديداً على أن منظومات الكواكب الأخرى قد تكون شديدة الشبه بنظامنا.
وقدم علماء فلك، الإثنين 14 أكتوبر/تشرين الأول 2019، مجموعة من التفاصيل الأولية بشأن المذنب الذي يتحرك الآن بسرعة صوب الشمس، وقالوا إن به نواة صلبة يبلغ قطرها نحو كيلومتر وبنية تشبه السحاب عبارة عن مزيج من الغبار والغاز المنبعثين من النواة والذيل المميز للمذنبات ولونه يميل للاحمرار.
وكان عالم فلك هاوٍ يدعى جينادي بوريسوف هو أول مَن اكتشف الجسيم في أغسطس/آب وأطلق عليه اسم 21/بوريسوف.
أول جسيم زائر في مجموعتنا الشمسية
وأول جسيم زائر من ذلك النوع يجري اكتشافه في مجموعتنا الشمسية كان عبارة عن جسم صخري يشبه السيجار، وأطلق عليه اسم أومواموا، وكان ذلك في عام 2017.
وجرت دراسة المذنب الجديد باستخدام أجهزة تليسكوب في هاواي وإسبانيا.
وقال عالم الفلك ميشال دراهوس، من جامعة ياجيلونيان في بولندا: "تظهر خواصه التي تم تحديدها حتى الآن، من حيث التشكيل واللون والحجم التقديري، أنه يشبه على نحو ملحوظ مذنبات مجموعتنا الشمسية. هذا مهم لأنه يظهر أن المذنبات موجودة في الفضاء بين النجوم، وفي هذا تأكيد لتكهنات قائمة منذ أمد طويل، ويوضح لنا أن هذه المذنبات شبيهة بالموجودة في هذه المجموعة الشمسية وحول نجوم أخرى".
وتشكل المذنبان 21/بوريسوف وأومواموا في منظومات كواكب أخرى وطُردا منها بفعل اضطرابات في الجاذبية إلى الفضاء بين النجوم وأصبحا مثل أجسام يتيمة تهيم في الكون.
وأضاف دراهوس: "تزور أجسام هاربة من المنظومات الكوكبية الأخرى مجموعتنا الشمسية بشكل معتاد. وتمضي الأمور على هذا المنوال بشكل دائم، وكل ما في الأمر أننا لم يتسنَّ لنا رصدها سوى في الآونة الأخيرة".
ومن المتوقع أن يصل المذنب إلى أقرب نقطة من الشمس في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2019، وأن يصل إلى أقرب نقطة من الأرض بعد ذلك بقليل؛ حيث يصل إلى مسافة 300 مليون كيلومتر من كوكبنا.
وعلى سبيل المقارنة يبعد القمر عن الأرض مسافة 386 ألف كيلومتر.