أعلن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، مساء الأحد 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، أنه يعمل بناء على أوامر من الرئيس دونالد ترامب، على بدء تنفيذ انسحاب القوات من شمال سوريا حيث يوجد نحو ألف جندي أمريكي.
وقال مسؤولان لوكالة رويترز، إن الولايات المتحدة تدرس خططاً لسحب معظم قواتها من شمال سوريا خلال أيام، وذلك في جدول زمني أسرع مما كان متوقعاً للانسحاب الأمريكي، وسط عملية عسكرية بدأتها تركيا يوم الأربعاء الماضي عند الحدود مع سوريا.
سحب سريع للقوات
ولم يحدد إسبر موعداً للانسحاب، واكتفى بقول إنه يريد تنفيذه "بأمان وفي أسرع وقت ممكن".
وقال المسؤولان الأمريكيان، اللذان طلبا عدم نشر اسميهما، لرويترز، إن الولايات المتحدة تبحث خيارات عدة، لكنهما أضافا أن الجيش الأمريكي سيسحب على الأرجح معظم قواته خلال أيام وليس أسابيع.
وقال أحدهما إن الانسحاب الكامل ربما يستغرق أسبوعين أو أكثر، غير أن ذلك ربما يتم بوتيرة أسرع من المتوقع.
ويأتي الكشف عن قرار الانسحاب السريع، بعد أحداث سياسية متسارعة خلال الأيام الماضية في سوريا، التي كانت يوماً قلباً "لدولة الخلافة" التي أعلنها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
انسحاب مفاجئ
وبدأت التطورات الأخيرة يوم الأحد 6 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، حين قرر ترامب أثناء اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نقل عدد قليل من الجنود الأمريكيين من شمال شرق سوريا.
وانتقد معارضو ترامب هذا القرار قائلين إنه مهد الطريق بعدها بثلاثة أيام لهجوم تركي على المقاتلين الأكراد المتحالفين مع واشنطن.
ويُنظر على نطاق واسع إلى الانسحاب الأمريكي المفاجئ من سوريا، دون التوصل إلى أي حل دبلوماسي عبر مفاوضات، باعتباره هزيمة للسياسة الخارجية الأمريكية، إذ أن الولايات المتحدة فشلت في منع انطلاق العملية العسكرية التي تشنها تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي، على القوات التي تدعمها واشنطن.
وقالت الولايات المتحدة إنها لن تدافع عن المقاتلين الأكراد السوريين في مواجهة تركيا والقوات التي تدعمها أنقرة، رغم أن الأكراد قاتلوا إلى جانب القوات الأمريكية ضد تنظيم "داعش"، ويحرسون حاليا السجون التي يوجد بها عشرات الآلاف من مقاتلي التنظيم.
وكان وزير الدفاع الأمريكي إسبر قد قال في مقابلة تلفزيونية، إنه يتوقع أن يسعى الأكراد السوريون إلى ضمان بقائهم، عبر اللجوء إلى منافسي الولايات المتحدة في سوريا، وهما روسيا ونظام بشار الأسد.
وأضاف إسبر "نتوقع بشدة أن يبرم الأكراد السوريون اتفاقا مع القوات السورية والروسية".
الأكراد يتحولون إلى روسيا والأسد
وفي مؤشر محتمل على ذلك، قالت وسائل إعلام سورية رسمية أمس الأحد، إن الجيش السوري بدأ في تحريك قواته إلى جبهات القتال في شمال شرق البلاد "لمواجهة العدوان التركي على الأراضي السورية".
وبدا ترامب، في تغريدات على تويتر، مدافعا عن نهجه العسكري الذي آثر الابتعاد عن طريق التوغل التركي، لكنه أكد إمكانية فرض عقوبات على أنقرة، وأشار إلى أن تركيا وأكراد سوريا "يتقاتلون منذ سنوات عديدة".
وتعتبر تركيا القوات الكردية الموجودة في سوريا امتداداً لحزب "العمال الكردستاني" الذين يخوضون حرباً ضد أنقرة منذ عقود.
وقال ترامب: "ربما يود آخرون في المجيء والقتال لصالح طرف أو آخر…دعهم! نحن نراقب الموقف عن كثب. إنها حروب لا تنتهي".
وعبر بريت ماكجورك، الذي كان أكبر دبلوماسي بإدارة ترامب في التحالف الذي قادته واشنطن ضد التنظيم حتى استقالته العام الماضي، عن أسفه لتفكك السياسة الأمريكية في سوريا بعد سنوات من المكاسب ضد التنظيم.
وقال ماكجورك على تويتر: "القوات المسلحة الأمريكية تنسحب من شمال شرق سوريا حيث كانت خلافة داعش. هذا كله دون تفكير وتجهيز أو تخطيط".
وأضاف "سيكون لذلك تداعيات خطيرة على أمننا القومي يتجاوز سوريا. الآن نتمنى أن يخرج رجالنا سالمين".