اتهمت تركيا منظمة "ي ب ك – بي كا كا" بافتعال حريق في مخيم يضم المئات من عناصر داعش وعائلاتهم شمالي سوريا، وذلك في أول رد تركي على إعلان الإدارة الذاتية الكردية عن فرار 785 أجنبياً من منتسبي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، من مخيم عين عيسى بمحافظة الرقة شمال سوريا.
ونقلت وكالة الأناضول التركية الرسمية، الأحد 13 أكتوبر/تشرين الأول 2019، عن شاهد عيان من موظفي المخيم، قوله إن عناصر المنظمة قاموا قبل ظهر اليوم (الأحد) بإخراج كافة الموظفين المدنيين في مخيم عيسى، شمالي الرقة، على بعد 35 كيلومتراً من الحدود السورية التركية، وبعد وقت قصير أضرموا الحريق في المخيم، ليؤمنوا هروب عناصر داعش وعائلاتهم من المخيم.
وأكد الموظف أن الحرائق كانت مفتعلة، ولم يحدث أي هجوم أو قصف على المخيم، مشيراً أن عناصر المنظمة خرجوا من المخيم بعد إضرام الحريق فيه.
مخيم عين عيسى يضم مئات من مقاتلي داعش وعائلاتهم
ويضم المخيم الذي تم تأسيسه أواخر عام 2016 إلى جانب آلاف المدنيين الذين فروا من الاشتباكات، نحو 1500 من عناصر داعش الإرهابي وعائلاتهم.
ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر في المخيم قولها إن نحو مئة شخص فروا، حسب ما ذكرته وكالة "رويترز" الأحد.
وفي إشارة على ما يبدو لمقاتلي المعارضة المدعومين من تركيا، قالت السلطات التي يقودها الأكراد إن "مرتزقة" هاجموا مخيماً به "العناصر الداعشية" التي قامت "بالهجوم على حراسة المخيم وفتح الأبواب للفرار".
وذكر مروان قامشلو المسؤول في قوات سوريا الديمقراطية لرويترز أنه لا يوجد عدد كاف من الحراس في المخيم الذي يقع إلى الشمال من الرقة وعلى بعد نحو 30 كيلومتراً جنوبي الحدود التركية.
وأردف قائلاً "الحراسة ضعيفة جداً الآن"، مضيفاً أنه يوجد حالياً ما يتراوح بين 60 و70 فقط من أفراد الأمن في المخيم مقارنة بمستويات الحراسة العادية التي كانت لا تقل عن 700 فرد في المخيم الذي يضم 12 ألف شخص.
أردوغان يوضح خريطة التوغل التركي في الشمال السوري
من جهة أخرى، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، إن التوغل التركي في سوريا سيمتد من كوباني في الغرب إلى الحسكة في الشرق بعمق حوالي 30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية مضيفاً أن بلدة رأس العين أصبحت بالفعل تحت السيطرة التركية.
وذكر أردوغان في مؤتمر صحفي في إسطنبول أن القوات التي تقودها تركيا حاصرت أيضاً بلدة تل أبيض السورية الحدودية إلى الغرب من رأس العين في الحرب التي تشنها على مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تصفها أنقرة بأنها منظمة إرهابية.
وقال أردوغان "ركزنا أولاً على المنطقة التي يبلغ طولها 120 كيلومتراً بين رأس العين وتل أبيض. ومن ثم سنقسم الممر الإرهابي البالغ طوله 480 كيلومتراً من المنتصف".
وأضاف "بعد ذلك سنسيطر على الحسكة من جانب وعين العرب (كوباني) في الجانب الآخر ونكمل العملية" في إشارة إلى البلدتين الواقعتين على جانبي محور التركيز الحالي للعمليات. ومضى قائلاً "سنذهب إلى عمق يتراوح بين 30 و35 كيلومتراً، وفقاً لخريطة المنطقة الآمنة التي أعلنا عنها من قبل".
وقال إن جنديين تركيين و16 من مقاتلي المعارضة السورية المدعومين من أنقرة قتلوا في العملية.
وأضاف أن القوات التي تقودها تركيا قتلت 440 مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، وتمثل وحدات حماية الشعب العنصر الرئيسي فيها. وقال أردوغان إن القوات التي تقودها تركيا سيطرت حتى الآن على 109 كيلومترات مربعة، تشمل 17 قرية حول تل أبيض وأربع قرى حول رأس العين.