ثمة ثقب أسود في قلب المجرة التي نعيش فيها "درب التنبانة"، حجمه هائل، ويعتقد الباحثون أنَّه أكثر قوةً ونشاطاً من أي وقت مضى، نشرت دورية Astrophysical Journal العلمية بحثاً جديداً عن الثقب الأسود، يفيد بأنَّ جرماً سماوياً هو المسؤول عن انفجارٍ ضخم يُمكن أن يكون قد وقع منذ قرابة الـ3.5 مليون عام.
كان بعض أقدم أجداد البشر يسيرون على الأرض في ذلك الوقت. ويبدو أنَّ الثقب الأسود الفائق قد لا يكون في طور السبات مثلما اقترحت الأبحاث في السابق.
والثقب الأسود الضخم هو أكبر فئات الثقوب السوداء، إذ يحتوي على كتلةٍ تُساوي آلافاً من شموس نظامنا الشمسي، أطلق العلماء عليه اسم "الرامي A*" ويقع في منتصف المجرة، ويبعُد عن الأرض مسافة 26 ألف سنةٍ ضوئية تقريباً.
حسب موقع Mic الأمريكي فقد أمضى العلماء وقتاً طويلاً في مراقبته بأفضل ما يُمكن، ويقترح البحث الجديد أنَّ الثُقب الأسود أحدث انفجاراً هائلاً، أسفر عن إرسال إشعاعات مثل طلقات الرصاص في جميع أنحاء المجرة.
وجاء هذا الانفجار بسبب خطأ في النشاط النووي القوي، امتد في النهاية بطول الطريق إلى نهر الغازات المعروف باسم "تيار ماجلان"، الذي يبعُد 200 ألف سنةٍ ضوئية عن مجرَّتنا "درب التبانة".
تقول الباحثة المشاركة في الدراسة ماجدة جوغليلمو إن الأمر قد ينتهي بالدراسة إلى تغيير طريقة دراسة وإدراك العلماء لمجرة درب التبانة "بطريقةٍ دراماتيكية".
أوضحت ماجدة في بيانٍ صحفي: "لطالما اعتقدنا أنَّ مجرَّتنا هي مجرةٌ غير نشطة، لكن النتائج الجديدة تفتح الباب أمام احتمالية إعادة تفسيرٍ كاملة لتطوُّرها وطبيعتها".
ويُقدِّر الباحثون أنَّ مدة الانفجار يمكن أن تكون قد دامت 300 ألف سنة، ورغم أنَّ هذه الفترة تُمثِّل نقطةً ضئيلة على الجدول الزمني الإجمالي للبشرية، لكنها تعتبر فترة طويلة مقارنة بعمر الأضواء والانفجارات الهائلة في السماء.
الثقب يومض فجأة
وفي وقتٍ مُبكِّر من العام الجاري، ومض الثقب الأسود الفائق فجأةً بدرجة سطوع أكبر من أي وقتٍ مضى، بحسب العلماء الذي يُراقبونه منذ أكثر من 20 عاماً لدراسته باستمرار، لدرجة أن قوة سطوعه قُدِّرت بضعف قوة سطوع أي ثقبٍ أسود آخر سجلوها من قبل. ولم يتضح بعد سبب هذا الوميض، لكنَّه كان سطوعاً مُشعاً لدرجة أنَّ عالم الفلك توان دو ظنَّه نجماً في البداية.
ونشر توان دو إليكم تسلسلاً زمنياً للصور على مدار ساعتين ونصف، من مرصد كيك في مايو/أيار، لثقب "الرامي A*" الأسود.
ويشير إلى أن الثقب الأسود عادة ما يكون مُتغيِّراً ولكن هذا الثقب كان ألمع ما رآه فريق المراقبة بالأشعة تحت الحمراء حتى الآن.
ولم يتضح بعد ما يحدث في قلب المجرة داخل ذلك الثقب الأسود، لكن من الواضح أنَّ شيئاً كبيراً حدث، وأن النشاط المُتقطِّع الذي لا يزال العلماء قادرين على مراقبته أمراً يجري اكتشافه على نطاقٍ واسع، فيما لا يزال لغز الثقب الأسود الهائل لم يحل حتى الآن.