ذكرت صحيفة The New York Times الأمريكية، يوم الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الأول، أنَّ الولايات المتحدة زوَّدت تركيا بمعلوماتٍ استخباراتية ربما تكون ساعدتها في تعقُّب القوات الكردية في سوريا -التي أدَّت دوراً حيوياً في الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)- واستهدافها.
وقال اثنان من المسؤولين الأمريكيين للصحيفة إنَّ الولايات المتحدة زوَّدت المسؤولين العسكريين الأتراك بمقاطع فيديو مأخوذة من كاميرات مُراقبة ومعلوماتٍ حصلت عليها طائرة استطلاع أمريكية حين كانوا يخططون للهجوم على مرِّ الأسابيع القليلة الماضية. ويمكن أن تكون مثل هذه المعلومات مفيدة في مساعدة الغارات الجوية في ضرب أهدافها.
وقد صرَّح مسؤولٌ بوزارة الدفاع الأمريكية للصحيفة بأنَّ الولايات المتحدة كانت تُقدِّم معلوماتٍ استخباراتية لتركيا عن المنطقة في إطار شراكةٍ ثنائية لمكافحة الإرهاب حتى يوم الإثنين الماضي 7 أكتوبر/تشرين الأول، وهو اليوم الذي أعقب إعلان إدارة ترامب أنها ستسحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا قبل العملية التركية.
وتعرَّض قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية من المنطقة لانتقاداتٍ واسعة، ووُصِف بأنَّه "خيانة للأكراد" وضوءٌ أخضر لعملية عسكرية تركية، مع أنَّ الرئيس الأمريكي يعارض ذلك، وفق تقرير موقع Business Insider الأمريكي.
ومن جانبه أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدء عملية عسكرية ضد القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة في سوريا يوم الأربعاء. وتضمَّن الجزء الأول من الهجوم غارات جوية على خمس بلدات على الأقل على طول الحدود التركية السورية، وفي غضون ساعات، عبرت قواتٌ برية تركية إلى سوريا. وبعد بدء التوغل، ثم قال ترامب إنَّ الولايات المتحدة لم تؤيد الهجوم، ووصفه بأنَّه "فكرة سيئة".
تبادل المعلومات بين تركيا وأمريكا منطقي بالنسبة لأعضاء "الناتو"
يُذكَر أنَّ تركيا حليفةٌ للولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي، وفي ضوء ذلك، فليس من الغريب تبادل المعلومات الاستخباراتية بين البلدين. ففي عام 2016، استحدث حلف شمال الأطلسي منصب رئيس الاستخبارات في الحلف بهدفٍ رئيسي يتمثل في زيادة التنسيق الاستخباراتي بين الدول الأعضاء في جهود مكافحة الإرهاب، لا سيما ضد تنظيم داعش. وقد نسب ترامب، الذي كان مرشحاً رئاسياً آنذاك، الفضل إلى نفسه في ذلك.
لكنَّ تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الولايات المتحدة وتركيا كان مرتبطاً في الماضي ارتباطاً خاصاً بقلق تركيا من الأكراد، وهو ما يُسلِّط الضوء على الطبيعة المعقدة للعلاقة بين البلدين.
غير أنَّ تركيا لم تنس القضية منذ ذلك الحين، واستمر أردوغان في إعلان رغبته في ملاحقة القوات الكردية المسلحة المتركزة على الجانب الآخر من الحدود في سوريا. لكنَّ المعركة ضد تنظيم داعش ووجود القوات الأمريكية في المنطقة شكَّلا عقبةً رئيسية أمام هذا الأمر حتى قرر ترامب إزالتها.