دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الإثنين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2019، عن قرار إدارته سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، وقال إن مواصلة دعم القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة في المنطقة مكلف للغاية.
وقال في سلسلة تغريدات على تويتر: "الأكراد قاتلوا معنا، لكنهم حصلوا على مبالغ طائلة وعتاد هائل لفعل ذلك. إنهم يقاتلون تركيا منذ عقود". وأضاف: "سيتعين الآن على تركيا وأوروبا وسوريا وإيران والعراق وروسيا والأكراد تسوية الوضع".
بدء انسحاب القوات الأمريكية من شمال سوريا
وبدأت، الإثنين، قوات أمريكية بإخلاء نقاطها العسكرية المؤقتة في تل أبيض ورأس العين، الأمر الذي أكده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال الرئيس أردوغان الإثنين: "عملية انسحاب القوات الأمريكية شمال سوريا بدأت كما أفاد الرئيس ترامب في اتصالنا الهاتفي أمس".
وأعلن البيت الأبيض، في بيان صباح الإثنين، أن "تركيا ستتحرك قريباً بعملية عسكرية تخطط لها منذ فترة طويلة في شمال سوريا، والقوات الأمريكية لن تدعم هذه العملية ولن تشارك فيها".
ويأتي ذلك في ظل الحديث عن عملية تركية وشيكة محتملة، شرق الفرات، لتطهير المنطقة من الإرهابيين وإقامة منطقة آمنة.
وانخرطت الولايات المتحدة في الحرب الداخلية بسوريا، عبر غارات جوية على تنظيم داعش الإرهابي، في سبتمبر/أيلول 2014.
واعتمدت واشنطن على تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي، كقوة برية لمواجهة التهديد المتصاعد لداعش.
بعد أن تمكن من هزيمة "داعش"
ومع الإسناد الجوي الأمريكي، تمكن "ي ب ك/ بي كا كا"، من إخراج داعش من عين العرب (كوباني) في يناير/كانون الثاني 2015، ومن تل أبيض في يونيو/حزيران 2015، واحتلهما.
ورغم كافة التحذيرات التركية، سخّر الجيش الأمريكي إمكاناته كافة، لدعم "ي ب ك/ بي كا كا" وتمدده وانتشاره، حيث عبر التنظيم إلى الضفة الغربية لنهر الفرات أواخر 2015.
وفي تلك الأثناء، بنت الولايات المتحدة قاعدة جوية، في مدينة رميلان بمحافظة الحسكة، ومنذ أبريل/نيسان 2016، بدأت بإستقدام الشحنات العسكرية إلى المنطقة، عبر العراق برا، وإلى رميلان جوا.
وسيطرة الأكراد على ثلث مساحة سوريا في عامين
وبفضل آلاف الشحنات من الأسلحة الثقيلة والمدرعات ومضادات الدروع والأسلحة والذخيرة، بسط تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" سيطرته على نحو ثلث الأراضي السورية في غضون عامين. في حين قامت الولايات المتحدة بإنشاء قواعد لها في المناطق التي احتلها التنظيم.
وأقامت الولايات المتحدة 18 نقطة عسكرية في الحسكة والرقة ودير الزور ومنبج وتل أبيض، وكانت نشرت قرابة ألفي جندي أمريكي في تلك المواقع.
وعقب تمكنها من إخراج داعش من الرقة ومعظم دير الزور في أكتوبر/تشرين الأول 2017، سرعت الولايات المتحدة من وتيرة بناء قواعد عسكرية في المنطقة.
ورغم تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي، برغبته بسحب قوات بلاده من سوريا، فإن واشنطن أبقت على وجودها العسكري في هذا البلد.