أعلنت زعيمة هونغ كونغ، كاري لام، اليوم الجمعة 4 أكتوبر/تشرين الأول 2019، تفعيل قانون حظر ارتداء المتظاهرين لأقنعة الوجه، بعد أشهر من الاحتجاجات المناهضة للحكومة، كما فرضت حالة الطوارئ في مسعى منها لإنهاء التظاهرات.
وقالت "لام" في مؤتمر صحفي، إنّ الإجراء الذي يطلق عليه قانون لوائح الطوارئ "سيتم تفعليه بدءاً من الغد (السبت)، وبموجبه يحظر على المتظاهرين تغطية الوجه بالأقنعة"، مضيفةً أن "العنف يدمر المدينة، والسلطات لا يمكنها ترك الوضع يزداد سوءاً"، وفق قولها.
ويضع كثير من المحتجين أقنعة لإخفاء هوياتهم خوفاً من أن تواجه الجهات التي يعملون بها ضغوطاً لاتخاذ إجراءات ضدهم.
وقالت لام إن "جميع المحتجين تقريباً يضعون أقنعة بهدف إخفاء هوياتهم. لهذا باتوا أكثر جموحاً، وأضافت أنه "لا بد أن نستخدم القواعد الموجودة بالفعل وألا نسمح بتصعيد العنف وتردي الوضع".
ويعود ذلك القانون إلى الحقبة الاستعمارية (عام 1922)، ولم يتم استخدامه في هونغ كونغ منذ اندلاع أعمال شغب في المدينة في العام 1967.
أسوأ أزمة سياسية
ومنذ يونيو/حزيران الماضي، تشهد هونغ كونغ، المستعمرة البريطانية السابقة، أسوأ أزمة سياسية منذ إعادتها إلى الصين في 1997، في إطار حركة احتجاجية على محاولة حكومة الرئيسة التنفيذية كاري لام، تمرير مشروع قانون يقر تسليم مطلوبين إلى الصين.
وتحت ضغط الاحتجاجات والأزمة السياسية التي أثارتها، أعلنت كاري رسمياً، سحب مشروع القانون.
لكن المتظاهرين واصلوا احتجاجاتهم للمطالبة بتحقيق مطالب أخرى، بينها إجراء تحقيق مستقل في مزاعم لجوء الشرطة للعنف المفرط خلال الاحتجاجات، وإطلاق سراح المحتجزين دون شرط، وعدم وصف الاحتجاجات بأنها أعمال شغب، وإجراء انتخابات مباشرة لمنصب الرئيس التنفيذي للمدينة.
وبالموازاة مع قرار منع ارتداء الأقنعة، أعلنت لام اليوم الجمعة حالة الطوارئ للمرة الأولى منذ أكثر من 50 عاماً في خطوة مفاجئة تهدف إلى إخماد الاحتجاجات.
وقال مارتن لي وهو ناشط من دعاة الديمقراطية وواحد من أبرز المحامين بالمدينة قبل تأكيد بدء تطبيق قوانين الطوارئ: "هذه مجموعة من القواعد القديمة التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية ولا تستخدم إلا في حالة تعذر إصدار تشريعات جديدة.. متى يبدأ هذا فإنه لن يتوقف".
وتأججت الاحتجاجات بعد أن أطلقت الشرطة الرصاص على طالب بالمرحلة الثانوية يوم الثلاثاء خلال اشتباك ويتوقع تنظيم المزيد من المظاهرات في وقت لاحق من الليل ومطلع الأسبوع القادم.