قالت مصادر بالشرطة لـ "رويترز"، إن العراق فرض حظر التجول في مدن الناصرية والعمارة والحلة بجنوب البلاد، وسط تجدُّد احتجاجات مناهضة للحكومة، تحولت إلى العنف وانتشرت في أنحاء البلاد.
واشتبك المحتجون مع قوات الأمن، وفي بعض الأنحاء أحرقوا مباني حكومية وحزبية. وأفادت مصادر أخرى في الشرطة بتبادل إطلاق النار بين المحتجين وقوات الأمن في الناصرية، ثم جرى نشر قوات مكافحة الإرهاب بعدما فقدت الشرطة السيطرة على الوضع.
وقالت مصادر بالشرطة لـ "رويترز"، إن قوات مكافحة الإرهاب العراقية استخدمت الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع، لمنع محتجين من اقتحام مطار بغداد.
إغلاق المنطقة الخضراء وانتشار المدرعات
وقررت السلطات العراقية إعادة إغلاق المنطقة الخضراء وسط بغداد، والتي تضم مقار حكومية والسفارة الأمريكية، بعدما أُعيد فتحها في يونيو/حزيران الماضي، في حين تتواصل المظاهرات بمحيطها، بحسب ما قاله مصدر حكومي لوكالة الأنباء الفرنسية.
وانتشرت المدرعات العسكرية وعناصر أمنيون عند المداخل والطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء، بحسب المصدر نفسه.
ويسعى المحتجون، الذين يواجهون القوات الأمنية وجهاً لوجه، للتوجه إلى ساحة التحرير في وسط العاصمة، والتي تعتبر نقطة انطلاق تقليدية للتظاهرات بالمدينة، ويفصلها عن المنطقة الخضراء جسر الجمهورية، حيث ضربت القوات الأمنية طوقاً مشدداً منذ الثلاثاء.
وكانت السلطات العراقية أعادت في يونيو/حزيران، افتتاح المنطقة الخضراء التي كانت شديدة التحصين وتضم المقار الحكومية والسفارة الأمريكية. وعادة ما يتخذ منها المتظاهرون وجهة لهم، لرمزيتها السياسية، خصوصاً أنها شهدت في العام 2016 اقتحاماً من قِبل أتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.
ودعا الصدر مناصريه، الأربعاء، إلى "إضراب عام" لمساندة المتظاهرين. واتهمت الحكومة العراقية "معتدين" و "مندسين" بالتسبب "عمداً في سقوط ضحايا بين المتظاهرين".
انقطاع الإنترنت عن معظم أنحاء العراق
قال مرصد نتبلوكس لمراقبة الإنترنت إن الإنترنت انقطع عن معظم أنحاء العراق، وضمن ذلك العاصمة بغداد، وإن معدل الاتصال انخفض إلى ما دون 70 في المئة، وسط تجدد احتجاجات مناهضة للحكومة تحولت إلى العنف وانتشرت في أنحاء البلاد.
وأشارت وكالة الأناضول إلى أنه في وقت سابق من الأربعاء، بدت مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر وإنستغرام وتطبيق التراسل واتساب معطَّلة في أنحاء العراق باستثناء إقليم كردستان شبه المستقل والذي يمتلك بنية تحتية منفصلة فيما يتعلق بالإنترنت.
ولم يتسنَّ الوصول إلى خدمات الإنترنت إلا من خلال شبكة افتراضية خاصة، وهي تخفي فعلياً موقع الجهاز المستخدم.
وتحفظت وزارة الاتصالات العراقية على التعقيب على الحديث عن قطع خدمة الإنترنت، والذي يعتبره محتجون خطوة تستهدف منع انتشار الاحتجاجات.
وقال حسن رحم، ناشط مدني ومتظاهر من بغداد، لـ "الأناضول": "بدأت خدمة الإنترنت بالانقطاع بشكل متقطع، عصر اليوم، وهو ما اضطرنا نحن المتظاهرين إلى استخدام برامج إلكترونية تسهم في تقليل نسبة الحجب".
ومن محافظة ميسان (جنوب)، قال حسنين المنشد، وهو متظاهر أيضاً، في اتصال مع الأناضول: "أحياناً يكون الحجب في ميسان كلياً وتاماً، وأحياناً يكون جزئياً، لدرجة أنه حتى البرامج التي تسهم في كسر الحجب الإلكتروني لا تساعدنا".
وأضاف: "لا نملك سوى الإنترنت لإيصال ما يجري (من احتجاجات) إلى العالم، فوسائل الإعلام لا يمكنها العمل بشكل حر في هذه الأجواء".
ولقِي خمسة أشخاصٍ حتفهم في الأربعاء، وأصيب أكثر من 200 في تجدُّد الاشتباكات بسائر أنحاء البلاد، في أكبر تعبير عن الغضب العام حتى الآن ضد حكومة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي منذ توليها السلطة قبل عام. وقُتل شخصان الثلاثاء.