نشرت صحيفة Sabah التركية، الأربعاء 2 أكتوبر/تشرين الأول 2019، تفاصيل جديدة قالت إنها عن كيفية التخلص من جثة الصحفي جمال خاشقجي.
وقالت الصحيفة إنها حصلت على تقرير خاص حول حرق جثة خاشقجي، والذي احتوى على روايات شهود عيان.
وقال الشاهد السري، الذي وردت شاهدته في التقرير الأمني، إنه طُلب من موظف يعمل في منزل القنصل العام أن يوقد النار في الفرن الموجود في حديقة المنزل، وقاموا بعدها بطرده.
هكذا تخلصوا من جثته
ويفيد التقرير بأنه بعد قيام فريق الاغتيال السعودي بتقطيع جثة خاشقجي، تم وضعه في خمسة أكياس، ونقلها إلى منزل القنصل العام محمد العتيبي.
وقال شاهد عيان: "أثناء الجلوس بغرفة مخصصة للسائقين بالقنصلية، أمرنا المسؤول بتشغيل مولد الكهرباء، وطُلب مني الحضور إلى منزل القنصل العتيبي، حيث قيل لي إن مهندسين قد وصلوا، وإنه يتعين عليّ الذهاب للقائهم هناك".
وأضاف: "لاحظت تحركات غريبة عند الباب الخلفي، وتجمع عدد من الأشخاص في المكان، وطُلب منّي إشعال الموقد القريب من المسبح، وقد لاحظت أنهم حاولوا قبل قدومي إشعاله، لكنهم لم يتمكنوا بسبب الغلق المحكم لبوابة الفرن".
ارتباك وقلق لدى فريق الاغتيال
وتابع الشاهد: "طُلب منّي إحضار الحطب حتى يتم إشعاله، وساعدني في هذه المهمة أحد أشخاص المجموعة الذين تواجدوا بالمكان" .
وأضاف: "حين تمكنت من إشعال الموقد "الفرن"، بدأ فريق الجريمة بالتحرك حولي، وبدوا مرتبكين، وحاولوا فيما بينهم شرح الكيفية التي سيجري بها وضع الجسد المقطع داخل الفرن، ليتم حينها الطلب منّي مغادرة المكان فوراً".
وقال الشاهد إن فريق الاغتيال استخدم مواد كيميائية، كحمض النيتريك والكلور لتنظيف الفرن "الموقد"، مع تكسير قطع الرخام الموجودة داخل الفرن.
وأضاف أن هناك شخصاً يدعى "فاروق" كان متواجداً في "غرفة الأمن" عند مدخل المنزل، وتلقى اتصالاً وظهر عليه بوضوح معالم الارتباك، وطُلب منه فتح باب المرآب على وجه السرعة.
وكانت سيارة سوداء على باب المرآب، وهي التي كانت تحمل قطع جثة خاشقجي، وحاول فاروق فتح الباب للسيارة بجهاز التحكم، لكنه لم يتمكن من ذلك، وتسبب هذا الأمر في إرباكه أكثر.
وقالت الصحيفة إن تقرير الأمن تضمن كذلك شهادة عامل بمطعم، لجأ إليه فريق الاغتيال، وطلبوا لحوماً نيئة ليجري شويها لاحقهاً.
وقال الشاهد إن المشتري كان يتحدث العربية وبدا متوتراً جداً.
وختمت الصحيفة بأن التحقيقات التركية ترجح أن جثة خاشقجي تم حرقها داخل الفرن الموجود في حديقة منزل العتيبي.
محمد بن سلمان يتحمل مسؤولية قتله
وكان ولي العهد السعودي قال قبل يومين إنه يتحمل مسؤولية عملية قتل خاشقجي، لكون الجريمة حدثت أثناء وجوده في السلطة.
واعتبرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالإعدام خارج نطاق القضاء، أغنيس كالامار، أن إعلان محمد بن سلمان تحمل المسؤولية عن عملية قتل خاشقجي بمثابة "اعتراف ضمني بأن الدولة مسؤولة عن مقتل خاشقجي".
وقالت في سلسلة تغريدات عبر حسابها على تويتر: "رد فعلي على تصريحات ولي العهد السعودي التي أقر فيها بمسؤوليته عن عملية القتل لأنها حدثت في عهده هي: أولاً هناك اعتراف ضمني في هذا التصريح بأن قتل السيد خاشقجي تحت مسؤولية الدولة" السعودية.
وأضافت: "لقد حدث ذلك في عهده كقائد تقريباً للدولة، ومن ثم فإن الدولة متورطة".
وتابعت: "رغم ذلك تنفي الحكومة السعودية بشكل مستمر نتيجتي بأن قتل السيد خاشقجي هو إعدام خارج نطاق القضاء، والدولة مسؤولة عنه".
وأردفت بالقول: "يجب أن يكون هناك اعتراف رسمي واعتذار وإثبات عدم تكرار ذلك. هذا ما يفعله قائد الدولة المسؤول، لكن لم يحدث شيء من هذا القبيل حتى الآن. بل العكس تماماً".
واستطردت: "لا ينبغي أن يتسامح رجل دولة مسؤول مع 12 شهراً من التضليل و12 شهراً من استمرار سياسات التعصب والقمع التي أدت إلى مقتل السيد خاشقجي"، في إشارة إلى مرور عام على مقتل خاشقجي دون أي اعتراف رسمي من الدولة السعودية بشأن هذه الواقعة.
كما مضت قائلة: "يبذل ولي العهد جهودا حثيثة لينأى بنفسه عن القتل، ويحاول تقديم صفوف بعد صفوف من المسؤولين والمؤسسات (كواجهة) في محاولة لعزل نفسه عن قتل السيد خاشقجي"، وفق تعبيرها.
يُذكَر أنَّ خاشقجي، الذي كان يكتب مقالات رأي في صحيفة The Washington Post الأمريكية، شوهد آخر مرة داخل القنصلية السعودية بإسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، حيث كان يسعى للحصول على وثائق رسمية قبل عقد زواجه. وذكرت تقارير أن جُثته قُطِّعت وأخرِجَت من المبنى، ولم يُعثَر على رفاته.