أفادت شبكة CNN الأمريكية بأنَّ ترامب لم يكن في أحيانٍ كثيرة مستعداً لإجراء محادثات مع قادة العالم حتى إنَّ طاقم عمل البيت الأبيض اضطر للتواجد أثناء هذه المحادثات للتأكد من ألا يقول ترامب أي شيء غير لائق، نقلاً عن موقع Business Insider الأمريكي.
وفي تصريح لشبكة CNN، قال مصدر مطلع على كيفية التعامل مع مكالمات الزعماء الأجانب تحت إدارة رئيس موظفي البيت الأبيض جون كيلي إنَّ العديد من الموظفين كانوا يُوجِّهون الرئيس ترامب خلال محادثاته الهاتفية لتجنب أية هفوات دبلوماسية.
وأضاف المصدر: "أراد كيلي دوماً حضور مجموعة منّا في المكتب البيضاوي… لمجالسة (ترامب) خلال هذه المكالمات".
ووفقاً لما ذكرته شبكة BBC، في وقت سابق، فكان مسؤولون من مجلس الأمن القومي الأمريكي يُطلِعون الرئيس على موجز معلومات قبل هذه المحادثات، ثم يجلسون معه في المكتب البيضاوي خلال المحادثة. ويستمع أيضاً مسؤولون آخرون في أقسام مختلفة من البيت الأبيض إلى المكالمات ويدوِّنون ملاحظات، تُعرَف باسم "مذكرة محادثة هاتفية"، التي تكون عادةً مصحوبة بنسخ إلكترونية تُدوَّن آلياً.
سياسة جديدة في البيت الأبيض
لكن خلال رئاسة ترامب، بدأ البيت الأبيض يخفض عدد الموظفين المسموح لهم بالاستماع لمحادثات ترامب الهاتفية، بعدما تعرضت سجلات مكالمات ترامب مع زعيمي المكسيك وأستراليا للتسريب، حسبما ذكرت صحيفة The New York Times الأمريكية. ووفقاً لشبكة CNN، لا تسمح السياسة الحالية سوى لأربعة موظفين بالاستماع إلى محادثات ترامب الهاتفية مع الزعماء الأجانب؛ على أن يكون من بينهم "مستشار الأمن القومي، ومدير مجلس الأمن القومي ونائبه لشؤون المنطقة ذات الصلة".
وكشف مصدر لشبكة CNN أنه قبل مغادرة كيلي البيت الأبيض في ديسمبر/كانون الأول 2018، كان كثيراً ما يُفعِّل "الوضع الصامت" خلال المكالمة حتى يتسنى للأشخاص في الغرفة توجيه ترامب، لأنه عُرِف عنه شروعه أحياناً في "استطرادات عشوائية" مع القادة الأجانب.
وقال المصدر لشبكة CNN: "كنا نتواجد لتوجيهه لحظة بلحظة؛ لأنَّه كان منيعاً ضد التوجيهات المُسبَقة".
ولم يُجِب البيت الأبيض فوراً على طلب للتعليق من موقع Business Insider الأمريكي.
وتأتي إحدى مكالمات ترامب الهاتفية في قلب شكوى قدمها مُسرِّب معلومات الشهر الماضي، التي أطلقت منذ ذلك الوقت تحقيقاً رسمياً لعزل ترامب.
ففي شهر أغسطس/آب الماضي، قدَّم مسؤول استخباراتي، لم يُكشَف عن اسمه، شكوى بخصوص مكالمة هاتفية بتاريخ 25 يوليو/تموز بين ترامب ونظيره الأوكراني فلوديمير زيلينسكي. وأعرب المسؤول عن قلقه الشديد من مكالمة هاتفية أجراها ترامب مع زعيم أجنبي، وتحديداً إزاء "وعد" قدمه ترامب.
مكالمة ترامب التي تسببت في الأزمة
واعتبر المفتش العام لوكالات الاستخبارات مايكل أتكينسون الشكوى ذات "مصداقية" و "ضرورة مُلحَّة" ومرَّرها إلى مدير الأمن القومي بالوكالة جوزيف ماغواير.
وتزعم الشكوى، التي رُفِعَت السرية عنها الأسبوع الماضي، أنَّ ترامب ضغط على أوكرانيا للتحقيق مع نائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن. وأصدر البيت الأبيض الأسبوع الماضي مذكرة المكالمة الهاتفية، التي يبدو أنها تؤكد صحة ممارسة ترامب ضغوطاً على الرئيس زيلينسكي لفتح تحقيق حول مزاعم فساد ضد نائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن ونجله هانتر بايدن.
من جانبه، قال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي آدم شيف، الأحد، 29 سبتمبر/أيلول، إنَّ الكونغرس مُصِر على الوصول لمكالمات ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقادة أجانب آخرين.
وقال آدم شيف، لبرنامج "Meet the Press" على قناة NBC الأمريكية: "أعتقد أنَّ الضرورة القصوى هنا هي حماية الأمن القومي للولايات المتحدة، وتبيُّن ما إذا تسبب الرئيس خلال محادثاته مع قادة العالم الآخرين -وتحديداً بوتين- بإضعاف أمننا بطريقة يعتقد أنها ستعود عليه بمنافع شخصية تتعلق بحملته (الانتخابية)".